قال الضَمِير المُتَكَلِّم: أمام غرفة إحدى العيادات في مستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة تَجَمّعَ المرضى المساكين في موعدٍ ينتظرونه منذ عدة أشهر؛ جاءوا للعيادة من فَجْر الله يئنون، يتألمون، ينتظرون قدوم الطبيب؛ الذي جاء عند التاسعة نافِشَاً ريشه كالطاووس، استقبله «الغلابه» بابتسامات تخفي دموع الألم ، حَضَر الطبيب فوجد العيادة مغلقة، غَضِب، ثَارَ، رفع صوته لماذا الغرفة مقفلة؟ رَكَل الباب، وأقسم أن يترك العمل في هذا المستشفى، تَحَسر المرضى على هذا الموعد الضائع، لحق به كبار السن منهم رجالاً ونساءً، وأمطروه بعبارات التوسل والرجاء، خالطها بعض قطرات من دموع تنادي يابُني ما ذنبنا؟! أصرّ الباشا الدكتور على موقفه، وولّى مدبراً راكِلاً كلّ المرضى متجاهلاً حالتهم الصحية؛ ويبدو أن سبب غضبه العارِم أنه حلّ بديلاً عن زميله الذي تمتع بإجازة مفاجأة!! الواقعة أعلاه نشرتها (صحيفة الرياض 25 أبريل) وعلى هامِشِهَا نردد: يا رباه ما ذنب هؤلاء المساكين الذين تتقاذفهم المواعيد العرقوبية، ويظلون في انتظارها، وهم يصارعون المرض، وإذا حضر الموعد المزعوم، وجاء بعضهم من أماكن متفرقة يحملون أكفانهم؛ كانت الصدمة بإجازة الدكتور المتخصص الذي يتابع حالاتهم دون سابق إنذار أو تنسيق، والنتيجة طبيب بديل يتعامل معهم بغضب ودون اهتمام!! أو طبيب يركلهم بقدميه كما فَعَل صاحِبنا!! الأسئلة تقول: متى تنتهي معاناة المرضى من مواعيد المشافي الحكومية؟! ومتى يتم التعامل مع المرضى على أنهم بشر يتألمون ويموتون؟! ثم بئس سَعْوَدة طبية نتيجتها تَبجّح بعض الأطباء وتكبرهم واستهتارهم بالمراجعين! أعتقد أن الأهم من حصول الطبيب على شهادته العلمية أن يتجاوز دورات متخصصة في إنسانية معاملة المرضى! أخيراً ما قام به هذا الطبيب يجب أن لا يمر مرور الكرام فلا بد من معاقبته، وأن يقدم اعتذاراً شخصيا ومكتوباً لكل مريض كان بانتظاره!! (إيه يا لَيْل ما أطولك)!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.