ما أروع أن تتحول الأحلام الى حقيقة ماثلة للعيان وواقع نعيشه ونتفيأ ظلاله ، هذه أبواب المستقبل مشرعة أمام أبنائنا وبناتنا في مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة تنادي بلهفة وشوق كبيرين أن هلموا إلى جيل العلماء والمفكرين فأنا بانتظاركم أسعى لتحقيق أهدافكم وطموحاتكم وسأعمل معكم في سبيل برهنة أن للعلم رجالا ونساء سيقدمون أروع الأمثلة الحية كيف يستخدم البشر الطاقة الذرية والنووية استخداما سلميا يبني ولا يهدم الحضارات، فهل أنتم معي على العهد والوعد لنحقق طموحات والدنا القائد خادم الحرمين الشريفين؟ نعم انا على ثقة بذلك فأنتم الأمل لمستقبل الأيام يا جيل الغد وانتم العون بعد الله تعالى. هل تعلمون كيف يمكن أن نحقق هدفنا ؟ وكيف نستغل قدراتنا وطاقاتنا ؟ بالعلم والايمان فهما خير وأعظم سلاح ، كم هي الحاجة ماسة اليوم للاستخدام السلمي للطاقة الذرية والنووية واسمحوا لي أن أتحدث باسم هذه الطاقة التي ستخبرنا ما الذي ستقدمه لنا من خدمات.. فمن المعلوم لدى الجميع أنني طاقة تحمل بين جنباتها سلاحا ذا حدين حيث أستخدم في أغراض الحرب والتدمير ولكن لي جانب مشرق مضيء يمكن تسخيري لأغراض سلمية وما اكثرها وهذا ماينبغي عليكم بني البشر ان تعملوا جاهدين لتولوه حقه من العناية والاهتمام فهذا علم وصناعة يجب ان تعدوا له الكوادر العارفة والقادرة على تحمل المسؤولية. وللعلم فإن الاستخدام السلمي لطاقتي النووية يتطلب عملية انشطار أو اندماج لأنوية الذرات ثم التحكم في هاتين العمليتين لإطلاق الطاقة الناتجة عن أي منهما بصورة تدريجية حتى يمكن الاستفادة منها ، وهذه المفاعلات النووية لها أنواع كثيرة منها مايستعمل في صنع النظائر المشعة التي تستخدم في البحوث وتشخيص الأمراض أو علاج بعض منها كما يمكن أن يستخدم في انتاج بعض انواع الوقود النووي وآخر يعطي طاقة على هيئة حرارة يمكن استغلالها في توليد البخار والتي تستغل في الأغراض الصناعية مثل تحلية مياه البحر وتوليد الكهرباء. والبشرية عرفت الاستخدام السلمي للطاقة النووية منذ عام 1945 في تسيير السفن الحربية وخاصة الغواصات وكذلك في توليد الكهرباء وخاصة في الدول المتقدمة وفي معالجة ودراسة الظواهر الطبيعية في الأرض والماء والجو وتحديد أعمار التكوينات الجيولوجية والأملاح المعدنية وآثار الحضارات القديمة والنيازك القادمة من الفضاء والكشف والاشراف والتحكم في العمليات الصناعية والتركيب الداخلي للمواد المعدنية والخزفية وحفظ الأغذية والبسترة بالإضافة الى حل كثير من المشاكل العلمية كما تستخدم في تحويل رمال الصحراء الى شرائح من السليكون اللازم لصنع بروسيسور الكمبيوتر وجميع الدوائر الالكترونية المدمجة اللازمة لصناعة الحواسيب والتلفزيونات. كما تستخدم في صناعة السجاد والنسيج ،وتحويل الألياف الى نوع يتحمل عدم الانكماش ويتحمل العتة ، كما انها لازمة لانتاج انواع جديدة من البذور ذات انتاجية عالية وتقاوم الآفات. هذا غيض من فيض من الاستخدام السلمي للطاقة الذرية والمتجددة في مدينة المستقبل التي تحتاج لعقول بشرية قادرة على ادارة المفاعلات النووية والبدء في انشاء وبناء هذه المدينة الوليدة يستدعي الاستفادة من كل الطاقات الوطنية المؤهلة في مجال الفيزياء النووية بالإضافة الى ضرورة ارسال بعثات الى دول متقدمة في هذا المجال مثل اليابان وفرنسا وألمانيا وامريكا للحصول على المعرفة الأساسية ثم اكمال التدريب بواسطة خبراء يتم الاستعانة بهم لهذا الغرض. من أرض السلام والمحبة ندعو العالم بأسره ليرى في القريب العاجل بمشيئة الله أننا دولة علم ومعرفة متسلحة بأقوى سلاح بعد كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، بالعلم والايمان نتسلح ونوجه رسالة للقاصي والداني نحن دولة الحب والخير والعلم والمعرفة والطاقة النووية السلمية التي تعلي من شأن الأمم وتسهم في تنميتها وصنع حضارتها ورفعة شأنها. وبالله التوفيق.