قال السيد الصادق المهدى زعيم حزب الامة القومى فى اتصال هاتفى اجرته معه المدينة بعد ان اعلنت مفوضية الانتخابات السودانية امس فوز مرشح المؤتمر الوطنى عمر حسن احمد البشير فى الانتخابات الرئاسية بنسبة 68.24% من الاصوات ليفوز بالتالي كرئيس للسودان ان ثمة اضرارا كثيرة تراكمت على السودان وزادتها نتائج الانتخابات الأخيرة حدة. واشار الى ان هنالك احتمالان بعد اعلان نتيجة الانتخابات الأول أن يعتبر الفائزون بالانتخابات أنهم حصلوا على تأييد شعبي لسياساتهم فيستمرون في نهجهم بشراسة ويواجهون القوى السياسية المعتبرة التي لا تعترف بنتائج تلك الانتخابات، وتقع البلاد ضحية لاستقطاب حاد، مع وجود التحديات مما يسرع بتدمير البلاد. والثاني أن يدرك الحكام أن للقوى المعارضة وزنا كبيرا لا يمكن تجاهله ويسعون لوفاق وطني يتصدى لتحسين فرص الوحدة في استفتاء تقرير المصير أو إبرام بروتوكول علاقة خاصة بين دولتي السودان في حال انفصال جنوب الوطن. وفاق يركز على إبرام سلام عادل في دارفور ويضع أساسا لتعامل واقعي مع المجتمع الدولي. وبعد تقرير المصير للجنوب وإبرام اتفاق سلام دارفور وتجري انتخابات عامة جديدة مبرأة من الأخطاء الحالية وتكون حرة ونزيهة لتجنب السيناريو الأول وإنجاح الثاني وهو التحدي الذي يواجه الحركة السياسية السودانية واضاف المهدى ان الولاياتالمتحدة لعبت دورا كبيرا في إبرام سلام نيفاشا في يناير 2005م واتفاق أبوجا مايو 2006م ولكن الاتفاقيتين لم تحققا مقاصدهما. وبين ان الموقف الأمريكي الحالي من انتخابات السودان منقسم بين رؤية سطحية غير معنية بجودة الانتخابات بل مجرد إجرائها لافساح الطريق لاستفتاء تقرير المصير للجنوب العام القادم بهدف فصله. ولهذا أقول سطحية لأن الانتخابات المعيبة سوف تؤثر سلبا على مناخ نتائج الاستفتاء، وهناك رؤية خبيثة يراها اليمين الأمريكي المطابق للرؤية الإسرائيلية. هؤلاء يريدون استمرار سياسات النظام السوداني بعد الانتخابات لأنهم يرونها الطريق لانفصال عدائي في الجنوب، ولاستمرار وزيادة حدة الانقسام في الجسم السياسي في شمال السودان، ولاستمرار أزمة دارفور، أي تفكيك البلاد. وليس فصل الجنوب وحسب. ولهذا إن لأصدقاء وأشقاء السودان في العالمين العربي والإسلامي وأفريقيا دورا في مساعدة أهله بالنصح الأخوي الموضوعي لمواجهة التحديات المحدقة بالبلاد. نصح يقوم على تشخيص صحيح للحالة السودانية وفهم صحيح لروشتة الدواء مبرأ من العواطف والمجاملات المعتادة بين الدول العربية. وشدد المهدى على ان النصح الموضوعي لا الانحياز العاطفي هو نداء أهل السودان لأشقائه كافة ولجيرانه خاصة.