بداية أقول “إنا لله وإنا إليه راجعون”.. أخي عبدالمقصود خوجة: حسبتك دائمًا صبورًا، شاكرًا الله في الرخاء والشدة.. وأراك اليوم وقد جلّلك الحزن، نحن معك، ومع أسرتك في مصابكم وفقدكم. لقد كان «إباء» نعم الابن، ونعم المساعد، ونعم المفكر. كان يحب أباه، وأصدقاء أبيه، عرفت فيه الشاب المؤدب المهذب الذي لا تفقده الابتسامة، إن مشى بجوارك هش وبش، وإن تراجع وراءك أحاطك وأمنّك، وإن سبقك أفسح لك الطريق بالود وذلّله. هو رأسمال استثمرت فيه يا أخي عبدالمقصود الخلق والأخلاق، والعلم والأدب، أودعت فيه حماس الشباب، وشكيمة الرجال، وثقة الأب، فأحسن التصرّف، وبرع في القرار حتّى أصبح عضدك الأيمن، وساعِدك الأشد عزيمة وفراسة، كان بين أبنائك واسطة العقد، والدرة هي واسطة العقد. أن تكون مقهورًا؛ لأنه لم يمد الله له العمر ليخدم وطنه، فإن الله بفضله وكرمه سيرزقك ووالدته وإخوته الصبر والطمأنينة، وسيمد له من الجنات التي سيخدم فيها إن شاء الله الشاكرين الحامدين الصابرين منكم، ومن أهل الجنة، الجنة وفردوسها هي إن شاء الله وطنه، والسندس هو فراشه، والزنجبيل هو كأسه ومذاقه. أخي عبدالمقصود: إن كان «إباء» قد رحل مبكرًا، فإن حياته القصيرة كانت في طاعة الله، وبره والديه، وأهله. أحب الناس أباه، فأحب هو مَن يحب أباه، سبقكم إن شاء الله إلى الجنة؛ ليمهد لكم فراشها، وتشاركوه نعيمها. إلى جنة الخلد، وعظيم الدرجة، ورفعة المنزلة يا «إباء»، وصبرًا آل خوجة، وصبرًا، أم إباء، وصبرًا محبي إباء. لكم مني، ومن كافة أفراد أسرتي، وممّن أحبكم في الله حسن العزاء. (إنا لله وإنا إليه راجعون)، لله ما أعطى، ولله ما أخذ.