تبادلت الأطراف السياسية الرئيسة بالعراق رسائل كلامية وصفت من قِبل المراقبين بأنها محاولات ل“جس نبض”فيما بينها، والوقوف على نتائج الفترة الماضية وما تمخضت عنها من محادثات ولقاءات كان الهدف الأساس منها هو «تقريب وجهات النظر»، وذلك مع توقف مسار مفاوضات تشكيل الحكومة، وحالة الانتظار التي تعيشها الكتل السياسية لما سيفرزه قرار القضاء الخاص بإعادة عملية العد والفرز لأصوات المقترعين يدويًا من نتائج يمكن أن تلقي بظلالها سلبًا على نهج المفاوضات. كتلة“العراقية” بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، قللت من شأن“التفاؤل المفرط”حيال اللقاءات التي جمعت بعض قادتها ورموزها البارزين مع نوري المالكي رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، وزعيم ثاني أكبر كتلة فائزة في الانتخابات، والتي خرج فور انعقادها بعض ممن شاركوا فيها بالإعلان عن ما وصفوها ب“نتائج إيجابية” أثمرت عنها تلك اللقاءات، وكذلك حيال اللقاء المرتقب بين الزعيمين. وأوضح هاني عاشور، القيادي في قائمة علاوي، أن“الحوار الذي بدأ بين شخصيات من القائمتين كان لبلورة فكرة حول إجراء تفاهمات لإخراج العراق من أزمة تشكيل الحكومة ومناقشة مستقبل البلاد”، مشيرًا إلى أن بعض قادة ائتلاف المالكي مازالوا يرفضون لقاءه مع علاوي. ونقل بيان صحافي عن عاشور قوله، إن“لقاء علاوي المالكي المزمع سيكون لتبادل وجهات النظر في مستقبل العراق بعد الانتخابات والمهمات التي ستواجه الحكومة المقبلة ولن يكون لقاء اتفاق”، مؤكدًا أن التفاؤل بالحوار بينهما وما ينتج عنه من اتفاق لتشكيل الحكومة الجديدة أمر سابق لأوانه. من ناحيته، قال متحدث باسم ائتلاف دولة القانون: إن اللقاءات التي جرت بين زعيم الائتلاف وعدد من قيادات القائمة العراقية لم تتوصل إلى أي نوع من التفاهم أو الاتفاق بشأن الأوضاع السياسية في البلاد، مؤكدًا في الوقت نفسه أن تسمية المرشح لمنصب رئيس الوزراء تبقى هي العقبة الرئيسة أمام توسيع الحوار بين الكتل السياسية لتشكيل الحكومة. وأوضح علي الدباغ القيادي في ائتلاف المالكي، أن اللقاءات التي جرت بين زعيم الائتلاف المالكي وعدد من قيادات قائمة العراقية خلال الأيام الماضية «كانت مجرد زيارات مجاملة لكنها ساهمت في إذابة الجليد والحديث عن إمكانية التعاون والاتفاق بين القائمتين». على صعيد آخر، بدأت قوات الأمن العراقية عملية عسكرية لمطاردة تنظيم القاعدة في منطقة حوض حمرين شمال بغداد مساء أمس الأول، فيما اعتقلت أمس 11 مطلوبًا بينهم قيادي بارز في القاعدة خلال عمليات عسكرية نفذت بمناطق في محافظة ديالى.