الاعداد لهذا الحوار مع امين عام اتحاد كرة القدم فيصل بن عمر العبدالهادي استغرق وقتا طويلا جدا لا لشيء الا لكثرة مشاغله وترحاله بين المدن والدول وفاء بالالتزامات على الاتحاد والاندية السعودية وهو حمل ثقيل نتيجة القلة العددية في فريق عمل الامانة العامة لاتحاد الكرة التي سيتم التغلب عليها في التنظيم الجديد، وحينما حان موعد الحوار فتحنا النوافذ على الجهات الاربع لمعرفة مايدور في الداخل والخارج معا: * هناك حركة نشطة فيما وراء الكواليس داخل اتحاد كرة القدم .. فما الذي يجري التحضير له ؟؟ - من يسمع السؤال للمرة الاولى يتخيل اليه ان هناك مشاكل كبيرة داخل الاتحاد، والواقع ان ما يجري داخل اروقة الاتحاد من عمل هو مايطمح اليه فيصل العبد الهادي كمواطن يتمنى ان يحقق لوطنه الكثير من خلال المسؤولية التي القيت عليه والثقة التي اعطيت له، والحركة طبيعية جدا لمحاكاة المرحلة بتحديث النظام الاساسي للاتحاد ومايترتب على ذلك من تطوير العمل والجهاز الاداري ليكون قادرا على التفاعل والقيام بالمهام الموكلة له، وتطويرعمل اللجان باعادة تشكيلها وتحديث وتطويراللوائح، والتعاطي مع الاشتراطات المطلوبة من الاتحادين القاري والدولي، لاننا في الاتحاد السعودي نعمل على مواكبة الركب الدولي وان نكون داخل الحدث وليس خارجه، بما للسعودية من مكانة دولية مرموقة في مختلف المجالات ومنها الرياضة. * تحدثت عن عموميات ولم تدخل التفاصيل والايضاح ؟ - بكل صراحة وشفافية، العمل الجاري في الاتحاد حاليا لو استمر لن يحقق الطموحات لاتحاد كما اسلفت يعمل على ان يكون داخل الاحداث ومسايرا للتطورات في عالم الادارة والتنظيم والعلاقات، ولهذا اختار مجلس ادارة والمكتب التنفيذي طريق التغيير وصولا الى الهدف، من خلال اعادة تشكيل اللجان وتحديث النظام واللوائح وتطويرالعمل في الامانة العامة من دعمها بالكوادر الادارية وبمهام اكثر تفصيلية. الإيجاب والسلب * إعادة تشكيل اللجان وتحديث اللوائح جاء بعد تجربة سنة من العمل الميداني .. فماذا كانت ابرز المعوقات ؟ - التشكيل الحالي للاتحاد حديث، ولم يتجاوز عمره السنة الواحدة، لكن طبيعة العمل اختلفت تماما من خلال الرؤية التي وضعها لعمله وكانت مفروضة علينا من واقع الرغبة في التطوير وليس من جهات اخرى، لاننا لو لم نقدم على هذا العمل لن يترتب علينا في الاتحاد أي شيء، ويمكن الاستدلال على طبيعة العمل والتوجه الحالي من خلال ثلاث لجان عاملة في الاتحاد هي اللجنة المالية وما انجزته من اعمال في مجال التسويق والرعاية والتمويل والدعم الذي يقدمه الاتحاد للاندية من عوائد هذه الاستثمارات، ولجنة الانضباط التي لم يكن الوسط الرياضي يعلم بوجودها حتى موسمين مضت واصبحت الان حديث الشارع الرياضي و بات اعضاؤها من اشهر الناس، من خلال عملها وتعاملها مع الاحداث في ذات الحين، ولجنة المسابقات التي قدمت لنا في الموسم الماضي برنامج مسابقات محلية هو الاقل تغييرا وتبدلا في السنوات العشر الماضية، فمعظم المباريات اقيمت في مواعيدها، ولم يكن هناك تقديم او تأخير في المواعيد الا نادرا جدا فضلا عن عطاء اللجنة الفنية والاحتراف وغيرها وانعكس ذلك على رضا الاندية والوسط الرياضي عموما، وبالتالي اصبحت كل اللجان مطالبة بتطوير عملها والاخذ بما هوجديد وعلمي والرفع من مستوى كفاءتها الادارية حتى تكون قادرة على العطاء وفق ماهو مطلوب. التغييرشامل * وما الذي سيتغير في النظام الأساسي للاتحاد؟ - النظام الاساسي هو يواكب حركة التطوير الحاصلة بما يحدده من صلاحيات للجان والاعضاء، وما يتفرع عنه من لوائح وانظمة ليحقق النقلة المأمولة، لانه يشتمل على الكثير، لكنني لا استطيع في الوقت الراهن التوسع في شرح بنوده لانه لم يقر بشكل نهائي من قبل مجلس الادارة . شروط تعجيزية * تجربتان غير ناجحتين للاتحاد السعودي لكرة القدم في استضافة بطولة اندية العالم .. اين مكمن القصور و من المسؤول؟ - في الحالتين المسببات خارجة عن نطاق الاتحاد، لان بعض الاشتراطات المطلوبة للاستضافة لايمكن للاتحاد السعودية توفيرها لان من وضعها لم يجعل لها حدا ادنى، بل سقفا اعلى، وهذا غير منطقي في كل الاحوال لان هناك خصوصيات والتزامات وظروف لكل بلد وكل اتحاد ولا يمكن مساواة الجميع، وفي المرة الثانية تضامنت الاندية واتفقت فيما بينها على خطة الاستضافة وباركها الاتحاد لكن الاتحاد الآسيوى اختار اليابان بانيا قراره عن ان اليابان اكثر جاهزية من السعودية وايران، ومن الطبيعي ان تكون البلد المنظم لاكثر من بطولة اكثر جاهزية من غيره، واجابة الاتحاد الآسيوي مخالفة للواقع ففي الموسم الماضي كان تنظيم البطولة في اليابان في اسوأ حالاته ولم يكن هناك اهتمام اعلامي بالبطولة مطلقا وفقا للمتابعة الصحفية التي قدمتها لنا سفارة المملكة في اليابان ففي المباراة النهائية كانت اشارة في احدى الصحف لاقامة المباراة وانها انتهت لصالح فريق احد الفرق، مما يجعلنا نتساءل .. اين هي الافضيلة اذا كان الاعلام وهو عامل اساسي في نجاح أي بطولة، واذا سلمنا فرضا بافضلية اليابان في الجهوزية فمتى سيكون من حظ الدول الاخرى التنظيم، كما ان الاتحادات القارية والدولية ايضا تعمل على تدوير البطولات بين الدول والمناطق الجغرافية لجر الجميع الى تطوير العمل في تلك المنطقة اوالدولة، اسئلة كثيرة تحتاج الى من يجيب عليها. * هل كان العجز السعودي كبيرا للحد الذي يجعله غير قادر على الوفاء بالاشتراطات؟ - ابدا، واحب ان اؤكد لو ان البطولة اقيمت في المملكة لحققت نجاحا لم تحققه في اليابان اعلاميا وجماهيريا عطفا على ما رأيته في اليابان واشرت اليه في الاجابة السابقة والتي كان الاهتمام الاعلامي منصبا على مباراة في البيسبول!!! المعارضون والمؤيدون * عندما اتيت للعمل في امانة الاتحاد انقسمت الاندية الى فريقين مؤيد ومعارض ..كيف واجهت ذلك ؟ - لم تكن هناك توترات مع الاندية والشاعريقول: ليس يخلو المرء من ضد ولوخلا على رأس جبل وتغلبت على الصعوبات بثقة المسؤولين الذين منحوني الثقة ثم بحرصي على تطبيق النظام والتعليمات على جميع الاندية، وهذا مبدأ العدل رغم ان هذا يسبب حساسية لدى البعض مع ان اساس العمل المساواة بين الفرقاء، وكم من مرة اتهمت الامانة العامة وبعض اللجان بأنها تحابي ناد على آخر وذكرت بالاسم، وبعد فترة اتخذت قرارات مغايرة بحق تلك الاندية واللاعبين، وفقا بما يتناسب مع الاخطاء التي وقعت من هذه الاندية او تلك دون محاباة لاحد لاننا نطبق النظام على الجميع. الخليجية والنصر * الاجتماعات الاخيرة للجنة الخليجية كشفت عن عجز كامل في عمل اللجنة واخفاقها في اول امتحان لها وقلت في تصريح لك ما معناه ان النصر كان يعلم بما رفع للفيفا، ماهي المشكلة اذن ؟ - بالنسبة للعجز كانت عاجزة جدا جدا، اما بالنسبة للتنسيق مع نادي النصر فهذا شيء طبيعي. * وهل ذلك ناتج عن قصور في اللوائح ام في الرغبات ؟ - انا لن ادخل في نوايا الناس لكن صياغة اللائحة ادى الى هذا التباين في الاراء والمواقف حتى المادة التي كان الاتحاد الاماراتي يطالب بتطبيقها لم تطبق، مثلما هي المادة التي كان يستند عليها الاتحاد السعودي والاخرون انقسموا في تطبيق المادتين فكانت هناك مطالبة باجراء تصويت فرفضت انا الاقتراح لانه لايستند على نص في اللائحة وانما يعمل على وضع نص تشريعي جديد يوضع في اللائحة، النظام الاساسي للعمل المشترك في الامانة العامة لمجلس التعاون ينص على ان أي تعديل لابد ان يكون بالاجماع وهو مااستندت اليه، وبالتالي لم يكن امامنا سوى رفع الموضوع للفيفا * ولماذا قلتم ان الموضوع لم يرفع للفيفا، وهو مرفوع ؟ - صاحب التصريح الزميل احمد النعيمي كان ذكيا في التعامل مع الاحداث وقال الحقيقة التي تخص اللجنة التي لاتملك الحق في مخاطبة الفيفا، لانه غير معترف بها وبالتالي فقد رفع الموضوع عن طريق الاتحاد البحريني المضيف. تجاوزات الآسيوي * شهدت الفترة الماضية توترا في العلاقة بين الاتحادين السعودي والآسيوي بعد عقود من التعاون والتنسيق ماهي مسببات ذلك ؟ - مازال التعاون والتنسيق قائما بين الطرفين، واذا كان هناك اشياء صادرة من الاتحاد الآسيوي يسأل عنها الاتحاد الآسيوي لاننا في الاتحاد السعودي لم نظهر أي نوع من العداء او حتى عدم التعاون مطلقا، وقدمنا ماهو مطلوب منا كاتحاد اهلي، شاركنا في البطولات المختلفة للاتحاد القاري رغم كل ماتعرضت له منتخباتنا وانديتنا من مضايقات واهدارا للحقوق في بعض البطولات والمباريات واخرها ماتعرض له نادي الشباب في رحلته الاخيرة الى ايران التي كانت الحافلة بدون باب والسائق يقودها بتهور وغيرذلك، ومع ذلك تحملنا هذه التصرفات وغيرها انطلاقا من حرصنا على استمرارية التعاون والا لوصلت الامور الى ابعد نقطة من التوترات، لان التفسير الاولي لما حدث في ايران ان الاتحاد الآسيوي متهاون مع الاندية الايرانية، او ان مراقب المباراة لم يقم بواجبه، على عكس مايحدث لدينا حيث يتم تقديم ارقى واحسن الخدمات للفرق الزائرة انطلاقا من طبيعتنا في اكرام الضيف من جهة وتوطيد العلاقة مع كل الاطراف واقرب مثال على ذلك عندما لعب منتخبنا مع ايران بالرياض اعطي منتخب ايران مدرجا كاملا ولم نحدد عدد الجماهير، وعندما لعبنا في ايران لم يعط التذاكر، ولم يعط الوفد الا ثلاث تذاكر في المقصورة الرئيسة ومع ذلك حرصنا ان تسيرالامور بهدوء، لكن اذا تكررت الاساءة سيكون لنا مواقف اخرى. * تجربة خروج المنتخب من كأس تصفيات كأس العالم ماذا كانت نتائجها؟ - تجربة مريرة جدا، تكالبت فيها ثلاثة عوامل على الفريق حالت دون التأهل للمرة الخامسة، ودرس قاس ايضا سنخرج منه بالكثيرمن الفوائد من خلال الخطوات التصحيحية الجارية الآن على منظومة عمل الكرة السعودية وليس المنتخبات وافرزت عددا من النقاط التي تحتاج الى وقت لاحداث الخطوات التصحيحية التي سيقدم عليها الاتحاد من واقع الدراسات والتحليلات التي قدمتها اللجان.