قال الضَمِير المُتَكَلِّم: ذكرت صحيفة الوطن يوم الأربعاء الماضي أن (وزارة التربية والتعليم تدرس إلغاء نظام التقويم المستمر الذي بدأت تطبيقه في المرحلة الابتدائية منذ أكثر من (9 سنوات)، وأوضحت المصادر أن التقارير المؤيدة لإلغاء نظام التقويم المستمر أشارت إلى أن الميدان التربوي لم يستطع طيلة السنوات الماضية التكيف مع هذا النظام بسبب عدم قدرة المعلمين والمعلمات على تطبيقه بصورته الحقيقية، وتسببه في تدني مستوى التحصيل لدى الطلاب والطالبات بسبب عدم الالتزام بالخطط التعليمية والتربوية التي يتضمنها النظام). وهذا الخبر معه عدة وقفات: *ألا يعتقد السادة الأشاوس في الوزارة أن تسع سنوات مدة طويلة لتقييم تجربة؛ يترتب عليها التأسيس العلمي لأجيال من أبناء وبنات الوطن؟! وهل كانت مهمة اللجان التي أقرت التقويم المستمر أن تقبض المعلوم، وتبصم على صلاحية التجربة دون أن تدرس نتائجها التي من ثمارها المباركة طلاب وطالبات وصلوا للمرحلة المتوسطة وهم لا يجيدون أبجديات القراءة والكتابة؟! * مصادر وزارة التربية نصت أن سبب فشل التجربة (عدم قدرة المعلمين والمعلمات على تطبيقه بصورته الحقيقية)؛ فمسؤولو الوزارة بذلك يعلنون براءتهم وبراءة النظام وصلاحيته، وأن تهمة سبب فشل تطبيقه ثابتة مع سبق الإصرار والترصد على المعلم والمعلمة!! وهنا أسئلة بريئة هل تمت استشارة المدرسين والمدرسات قبل تطبيق التجربة وهم الممارسون لها والمباشرون لتنفيذها؟ وهل طلب منهم تقييمها بعد مضي سنة أو سنتين؟! وهل قامت الوزارة الموقرة بإلحاقهم بدورات متخصصة تشرح لهم البرنامج وكيفية تطبيقه؟ ثم لو تمّ ذلك كله هل وزارة التربية -حفظها الله- هيئت البيئة التعليمية لنظام يعتمد على المتابعة المستمرة من المعلم لطلابه وقياس مدى إتقانهم للمهارات المختلفة؟! طبعاً لا، يكفي من العوائق الأعداد الكبيرة من الطلاب في كل قاعة دراسية، ومحدودية الإمكانات ووسائل العرض؟! ولكن يبدو أن المدرس المسكين والمدرسة الغلبانة هما الحلقة الأضعف في منظومة الوزارة؛ وعليهما وِزر كل كارثة ترتكبها؟! *قد يكون نظام التقويم المستمر ناجحاً في دول خلقت له البيئة التعليمية المناسبة له؛ ولكن هل يكفى لنجاحها عندنا الاستنساخ والسّعودة المشوه؟!