لم يكن بمقدور موسى إسماعيل (40) عامًا، كغيره من أبناء الجالية السودانية في العراق، المشاركة في الانتخابات (الرئاسية) التي جرت في بلاده الأصلية السودان مطلع شهر أبريل (نيسان) الجاري، نتيجة لغياب التمثيل الدبلوماسي لبلاده في بغداد، والذي أدّى بدوره إلى عدم فتح مكتب لمفوضية الانتخابات القومية السودانية في بلد كالعراق، بعد أن حددت المفوضية العدد المطلوب الذي يتم بموجبه السماح للسودانيين الذين يقيمون في بلدان أخرى وفقًا لكثافة أعدادهم في أي بلد يوجدون فيه. وأكد إسماعيل الذي يعمل في مشتل لبيع الزهور في العاصمة بغداد ل(المدينة) أن غياب الإحصائيات الدقيقة لأعداد أبناء جاليته، حرمهم من المشاركة في الانتخابات التي كان هو شخصيًّا يحلم بالمشاركة فيها، والإدلاء بصوته لصالح المرشح الذي يرى فيه الكفاءة لخدمة بلده السودان، ويحافظ على وحدته، وذلك لأنه تم تحديد العدد. إسماعيل الذي ينحدر من شرق السودان، قدم للعراق منذ سنوات طويلة طلبًا للرزق والعمل في المؤسسات الخدمية، أشار الى أن “هذه الانتخابات ممكن أن توحد بلاده وتمنع حصول الانقسام فيه، إذا صدقت نوايا جميع الأطراف”. من ناحيته، دعا رحمة إبراهيم كافي (35) عامًا، الذي ينحدر من ولاية (جنوب كردفان) السودانية أحزاب (السلطة والمعارضة) السودانية إلى “التكاتف، وطي خلافات الماضي، ومعالجة الإشكالات القائمة فيما بينهما منذ سنوات طويلة، من أجل المصلحة العليا للسودان وأبناء شعبه على مختلف انتماءاتهم العرقية”.