استمتع عشاق الفن الكروي الجميل بمباراتي دور النصف نهائي لكأس الأبطال، حيث قدم النصر والهلال أجمل مباريات الموسم أداء ونتيجة وفيها الكثير من الدروس الكروية المفيدة، خاصة من الجانب النصراوي فالفريق الذي دخل اللقاء ناقصاً 9 لاعبين لم يهتز حتى وهو يتأخر 4/0، عاد وقلص الفارق وكاد أن يدرك التعادل لولا تسديدة الروماني رادوي المتقنة التي أطاحت بالحلم النصراوي، ولا يقدم ما فعله النصر إلا نادٍ كبير عناصرياً وفنياً وإدارياً وخلفه جماهير كالشمس لا يحجبها غربال، فالنصر خسر النتيجة وكسب أشياء كثيرة. في المقابل ليس غريباً على الهلال أن يكون الطرف الثابت في المتعة الكروية، فالفريق مهيأ من كافة النواحي.. إدارة متمرسة ومدرب خبير ولاعبون نجوم بمعنى الكلمة من عينة ياسر القحطاني وأسامة هوساوي، ويتميز الهلال بمحترفين أجانب على مستوى عالٍ، فالسويدي ويلهامسون هو أفضل الأجانب في الدوري السعودي.. جهد وحيوية ونشاط، ورادوي كما ننتقده على سلوكياته فهو فنيا مبدع، و لي يونج يجسد نظرية الاختيار وفق الاحتياج، أما نيفيز فالمساحات تحدد نجوميته.. متى وُجدت ظهر، ومتى ضُيقت عليه اختفى، ولا يمكن تجاهل تمريراته، وبالمختصر المفيد الهلال دائماً في الموعد وعلى قدر الحدث، ورسالة خاصة لسامي الجابر كل من يحبك ويحترم تاريخك يقول لك توقف فقد أخطأت، والتبرير والتحوير من شرف الحكم إلى شرف اللعبة غير مقبول والاعتذار سمة الكبار. وفي اللقاء الثاني قدم الاتحاد عرضا كبيرا وكسر لاعبوه قاعدة شوط وشوط، وظهروا في الشوط الثاني أفضل من الأول وسجلوا هدفين كان من الممكن أن تتضاعف، وأداء العميد أمتع الجميع.. جمل فنية متكاملة تنتهي إلى أهداف وتوازن وترابط بين الخطوط، ومبروك زايد تألق ورباعي خط الدفاع أجاد، والوسط قام بدوره بفعالية، وكالمعتاد استحق نور النجومية، ففي جميع الأهداف الاتحادية له بصمة، وظهر مناف بشكل بارز، وزيايه لم يكتف بالتسجيل إنما ساهم في التجهيز ولعب بالرأس والقدم، والنمري استعاد توهجه، ويحتاج الاتحاد إلى توازن بين الجهتين، فنور وحيداً في الطرف اليمين والتكتل في الجهة اليسرى التي يشغلها مناف والنمري والصقري وينضم إليهم كريري وأحيانا حديد والمنتشري.. التوازن مطلوب. أما الشباب فقدم مستوى متواضعاً، وظهر مفككاً والمدرب البرازيلي إدغار ألّف في التشكيلة والطريقة، وجنت إدارة النادي نتيجة خطأ إقالة المدرب باتشيكو في توقيت غير مناسب، وفي المحصلة خسر الشباب المباراة وكسب بالنتيجة عطفاً على الأداء والفرص، فقد كان يستحق الخسارة بأكثر من هدفين.