هددت إسرائيل سوريا، بأن أي حرب قادمة ضد الكيان الصهيوني، ستعيد سوريا الى العصر الحجري!؟ لا أحد يجرؤ بطبيعة الحال، على أن يحاسب إسرائيل على مثل هذه التصريحات الإجرامية، التي تمثل العقلية الصهيونية خير تمثيل، بل لا أحد يجرؤ أن ينتقد حتى أفعالها وليس أقوالها، كجرائمها الدموية المروعة بغزو لبنان، وغزو وحصار قطاع غزة، فهي الاستثناء الهمجي الأوحد في العصر الحديث، والذي هو فوق الشرائع والقوانين والأخلاق. وليس يخفى على أحد أن الداعم الأكبر للكيان الصهيوني هو الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي تتحمل كل أوزار الصهيونية في المنطقة منذ عام 1948. * * * لنقرأ معا فقرات من البيان الذي أصدرته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الأحد الماضي، بمناسبة الذكرى 62 لقيام الكيان الصهيوني: لقد أكدت هيلاري كلينتون في بيانها أن دعم الولاياتالمتحدة للدولة العبرية لن يضعف، وقالت كلينتون موجهة حديثها للإسرائيليين: “إن الولاياتالمتحدة ستظل الى جانبكم، تشاطركم مخاطركم وتساعدكم على حمل أعبائكم، بينما نواجه المستقبل معا، وأضافت: لدي التزام شخصي عميق تجاه إسرائيل، وكذلك يفعل الرئيس أوباما، أمتنا لن تضعف أبدا في عزمها على حماية أمن إسرائيل، وتعزيز مستقبل إسرائيل”. وأشارت كلينتون الى أن « إسرائيل تواجه اليوم أحد أكبر التحديات في تاريخها، إلا أن آمالها وإمكاناتها لم تكن يوما أكبر مما هي عليه اليوم» (تأمل!!). واعتبرت كلينتون أن ذكرى قيام الدولة العبرية، “تمثل فرصة للاحتفال بكل ما حققته إسرائيل، ولإعادة التأكيد على الروابط التي توحد أمتينا، ألا وهي شراكتنا الاستراتيجية، والقيم التي نتشاطرها وتطلعاتنا المشتركة، وأشارت الى أن الأمر لم يستغرق من الرئيس الأمريكي هاري ترومان سوى 11 دقيقة للاعتراف بدولة إسرائيل في عام 1948، مؤكدة أنه منذ ذلك الحين والولاياتالمتحدة تقف الى جانبكم وتؤازركم”. * * * كلمات وزيرة الخارجية الأمريكية تستدعي من دعاة السلام التأمل واستنباط العبر، وما أصدق قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “ما أكثر العبر وما أقل الاعتبار”.