قال الشيخ الدكتور قيس بن محمد بن عبداللطيف آل الشيخ مبارك عضو في هيئة كبار العلماء إن الاحتكار محرم موضحا ان المملكة شهدت في الفترة الأخيرة بعض التجار يقومون بتخزين بعض السلع ومنها الحديد وغيره من البضائع وبعدما ينقطع أو يشح في السوق يقوم باخراجه لعامة الناس بعد رفع اسعاره أضعافا مضاعفة وأضاف في تصريح «للمدينة» أن الاحتكار كما فسَّره الإمام مالكٌ رضي الله عنه هو أن يُمسك أحدُ التجار بضاعةً، أي يحفظها فلا يبيعها، وينتظر غلاءَ الأسعار، كي يبيعها بأكثر مِن ثمنها، وهذا سلوك محرَّم لأنّ فيه استغلال حاجة الناس، وقد نبَّه رسول الله صلى الله عليه وسلَّم إلى أن هذا سلوكٌ خَاطِئ، فقال (لا يَحْتَكِرُ إلا خَاطِئ) والخاطئ هو مَن يتعمَّد الإساءة، وهذا السلوك مخالف لأخلاق المؤمن، فالأخوَّة تتنافى مع استغلال الأخ لأخيه، ولعلَّ خير وسيلة للقضاء على الاحتكار هي تحذير التجَّار من الوقوع في إثم الاحتكار، وأن تقوم وزارة التجارة بتسهيل توفير السِّلع في عموم الأسواق. واضاف روى الإمامُ مالك في موطَّئه عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : ( لا حُكْرة في سوقنا، لا يعمد رجالٌ بأيديهم فضول من أذهاب إلى رزق من رزق الله نزل بساحتنا فيحتكرونه علينا ولكن أيما جالب جلب على عمود كبده في الشتاء والصيف فذلك ضيف عُمر فَلْيَبِع كيف شاء الله وليمسك كيف شاء الله ). وهذه إشارة مِن سيدنا عمر رضي الله عنه إلى أنَّ أهمَّ ما يُقاوَمُ به الاحتكار هو الجَلْبُ، وهو تسهيل التسويق، ولذا فَهِمَ الفقهاءُ مِن عموم الشريعة أن التجارة مستحبَّةٌ، وليست مباحة فقط، لِما يترتَّب عليها مِن توفير السِّلع وتحقيق المنافسة التامَّة.