انتهت الانتخابات التي جرت بعد 24 عامًا من حكم شمولي وضع فيها حزب المؤتمر الحاكم بصماته على كل شيء في حياة السودانيين.. وحاول إلغاء الأحزاب المعارضة من ذاكرة الناس ببناء ولاءات جديدة محورها هو.. نجح من وجهة نظره وفشل من وجهة نظرهم وفيما أعلن مسؤول بالمفوضية القومية للانتخابات في السودان أمس أن إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية قد تأجل لأجل غير مسمى، وقال رئيس اللجنة الفنية بالمفوضية للإذاعة السودانية الهادي محمد أحمد: إن تأخيرَ إعلانِ نتيجةِ رئاسةِ الجمهورية ورئاسةِ حكومة الجنوب والولاة وبقية الهيئات التشريعية جاء نتيجةً لتعقيداتِ العمليةِ الانتخابية، وأضاف إنه من المتوقع أن تعلن هذه النتائج نهايةَ الأسبوع الحالي. لكنه عاد ليدلي بتصريح إلى قناة تليفزيونية يشير فيه إلى عدم إمكانية وضع موعد محدد لإعلان النتائج؛ لأن الفرز عملية معقدة للغاية. ونتائج الانتخابات سواء أعلنت الآن أو لاحقًا تضع على الطاولة أسئلة «مقلقة حول السودان إلى أين؟» والتي طرحناها على الرافضين والمقاطعين لما أسموه انتخابات“غير شرعية وغير مطابقة للمعايير” سينتج عنها رئيس غير شرعي وبرلمان بأغلبية كبيرة جدًّا من الحزب الحاكم وبدون معارضة، كما طرحنا ذات الأسئلة على حزب المؤتمر الوطني الذى أحرز أغلبية ساحقة فى الاقتراع ويقول: إن الصناديق حسمت الجولة فى انتخابات اعتبرها نزيهة وشفافة. حزب الأمة القومي: لن نشارك فى حكومة غير قومية الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي قال فى اتصال هاتفي أجرته معه“المدينة”: إن حزبنا أكد باستمرار ومنذ انقلاب“الإنقاذ” أنه لن يشارك في حكومة غير منتخبة أو حكومة ليست قومية، هذان الشرطان من ثوابتنا. وأضاف ما تم في السودان ليست انتخابات ولا نعترف بها؛ لأنها غير شرعية وناقصة ونحن ماضون في أجندتنا الوطنية ونسعى لبناء جسر للتواصل وعلاقة متينة مع إخواننا في جنوب الوطن، وكل ذلك لمنع أجندة المؤتمر الوطني التي تسعى لانفصال الجنوب. وقال فى رد على سؤال حول شرعية الرئيس القادم وهل هى كاملة؟ بالتأكيد لا نحن قاطعنا هذه الانتخابات في كل مستوياتها ولم ندخلها من الأساس؛ لأننا كنا على يقين من عدم وجود بيئة صحيحة وشروط لانتخابات نزيهة وحتى الذين شاركوا فيها أكدوا لنا بلا استثناء بأنها ناقصة وغير شرعية ولن يعترفوا بنتائجها. ونفى المهدي حدوث أي تأثير سالب على قواعد الحزب خصوصًا بعد ظهور النتائج حيث اتضح لقواعدنا أن قرارنا كان سليمًا وفي محله وأنه كان علميًا، وبرأ ساحة الحزب من المشاركة في مسرحية بائسة وفجة ونهايتها فصل الجنوب ونحن سوف نبذل كل جهدنا لمنع الانفصال. المؤتمر الوطني: الانتخابات جرت بحرية ونزاهة فتحي شيلا الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر الوطني قال ل“المدينة”: إن البشير يستمد شرعيته من الشعب السوداني وعبر صناديق الاقتراع وليس من الأحزاب، وأضاف إن اكتساح المؤتمر الوطني للانتخابات على جميع المستويات يعود إلى إعداده المبكر لخوضها وحشد جماهيره للتسجيل حتى بلغت نسبتهم 80% من مجموع الناخبين، فى حين لم تقم الأحزاب الأخرى بذلك ومضى إلى القول: إن الانتخابات جرت فى جو حر ونزيه وشفاف وترديد الأحزاب لمزاعم تزوير ما هى إلا شماعة لتعلق عليها فشلها وخسارتها وعدم التفاف الناس حولها، وبيَّن شيلا أن أولويات المؤتمر الوطنى جعل خيار الوحدة الواجبة جاذبة ويؤكد ذلك زيارات الرئيس لكل مناطق السودان وتشديده على ذلك. المؤتمر الشعبي: لن نعترف برئاسة “مزورة” من جهته أكد مرشح الرئاسة للانتخابات السودانية عن حزب المؤتمر الشعبي المعارض السيد عبدالله دينق نيال أنهم لن يعترفوا بهذه الانتخابات “المضروبة” واعتبرها “كأن لم تكن” وقال: إنهم سوف يقاومونها بكل الوسائل السلمية من احتجاجات ومظاهرات وبرر دخول حزبه لانتخابات يعتبرها بالأساس“تحصيل حاصل” إلى أنهم يريدون أن يكونوا شهود عيان على عمليات التزوير الواسع... وأشار إلى أن صناديق بالكامل سحبت وبدلت بأخرى لصالح المؤتمر الوطنى.