على مسرح نادي المرجان النسائي في مدينة ينبع قدمت الندوة العالمية للشباب الإسلامي (القسم النسائي) الأسبوع الماضي أول مسرحية نسائية بعنوان “سقوط الأقنعة” من تأليف المسرحي إبراهيم حامد الحارثي وإخراج فوزية العمري وتمثيل الفنانات ندى فضل الكثيري وهدى فضل الكثيري وفوزية عبدالله العمري وتغريد محمود برنجي، ورافق العرض المسرحي مجموعة لوحات استعراضيه قدمتها كل من أمنية عمر العيسوي وهدى سعود الغامدي وابتهال طلال عبادي ورزان طلعت عبادي، حيث قدمت الممثلات جملة من الصور المسرحية الرائعة التي أشاد بها الكثير من الحضور. تدور أحداث المسرحية التي استمرت حوالي الساعة، ولعبت فيها الممثلات أدوارا تناقش القضايا الاجتماعية، وعلاقة الفتاة بالإنترنت، وغياب الدور الأسري عن الفتيات، وانفلات الوضع الرقابي دون الاكتراث لحاجة الفتاة العاطفية وإشباعها بكافة فصولها. كما ناقشت المسرحية الهم الأسري من كافة جوانبه، وما تتلقاه الفتاة من ضغط أسري يقع على عاتقها، من زواج مبكر لفتاه في مقتبل العمر، أو حرمانها من الاحتياجات الضرورية التي تحتاجها، ضاربين بمشاعر الفتيات عرض الحائط.. إضافة إلى نهر بعض الأسر للفتيات الأُخريات وتسليط الاهتمام على الذكور من الأبناء دون الإناث، وتنامي العرض المسرحي تحت جملة مهمة هي: “النساء شقائق الرجال”. كما ركزت المسرحية على الوضع التربوي من جوانب عديدة، مع تقديم النصح في قالب اجتماعي خالص، ووضع حل للمشكلات بشكل جيد، وبروح وسطية، دون إلحاق الضرر بالأسرة أو المجتمع. وكانت المسرحية دعوة للمطالبة بحق أسري مغتصب ومناقشه للدور التربوي والأخذ بيد الاهتمام بالفتيات والانتباه لهن لكي لا يغرر بهن ويتجهن إلى توجيه أنفسهن بشكل خاطئ. ورافق العرض مجموعة من المؤثرات الصوتية التي خدمت المسرحية بشكل كبير، بل وجعلتها تدور ضمن فلك متميز، حيث كانت المؤثرات الصوتية التي أعدتها إيمان محمد العطاس ذات بُعد عاطفي له نكهته المميزة، أما الملابس فقد هيأتها مها غزالي فلمبان بصورة جعلت الممثلات يجعلن من “الأقنعة” التي تقمصت شخوصهم عبارة عن أداة لإيصال فكرة المسرحية بشكل كبير، كما رافق العرض سينوغرافيا ملونة شاركت المخرجة فوزية العمري في وضعها مع الطاقم المكون من أشواق منصور بيفاري وأسماء محمد العطاس. وكان العمل بمجمله مبشّراً بنشأة مسرح اجتماعي له حضوره الملفت، وله إمكانياته الجيدة على المستوى الثقافي، وتُعتبر هذه المسرحية الأولى من نوعها التي تُقدم للفتيات بمدينة ينبع الصناعية. وعقب العرض المسرحي قامت المشرفة على العمل منى صالح باحسن ومديرة القسم النسائي هناء أحمد باجنيد بتكريم كاتب النص إبراهيم الحارثي وكذلك تكريم المشاركات بالمسرحية لإنجاح هذه التظاهرة المسرحية الرائدة. من جانبه أشار أيمن بأجوده مدير الندوة العالمية للشباب الإسلامي بينبع الصناعية بالأنشطة الثقافية التي تقدمها الندوة في ينبع ومنها الأنشطة المسرحية التي تُعتبر وسيلة جذب للمجتمع المدني تختصر الكثير من الجهد لإيصال رسالة الندوة العالمية (كما قال). كما أشاد عدد من الحضور بجملة الصور المسرحية الرائعة التي قدمتها الممثلات خلال العرض، حيث قالت حرم مدير إدارة الخدمات العامة بالهيئة الملكية بينبع المهندس يوسف الحجيلي أن المسرحية ناقشت أوضاع الفتيات بصورة فلسفية رائعة.. وأذهلنا كثيراً وجود فتيات شُغفن بحب العمل المسرحي.. وكخطوة أولى نحو المسرح نشد على أيديهن.. ونهنئ أنفسنا بهذا التألق الملموس الذي شاهدناه. من جهتها قالت حرم الدكتور عبدالكريم العلوني عميد كلية ينبع الجامعية بأن العمل المسرحي الذي شاهدناه ذو طابع مختلف قدمنه الفتيات بأسلوب رائع ومتميز جعلنا مشدودين طوال العرض لنغوص في أعماق القصص والمشاكل التي واجهناها. كما أبدت لينه بنوب المصورة الفتوغرافيه والتشكيليه السعودية إعجابها بالفكرة والأداء وقالت في خضم حديثها: إن العرض في مجمله متميز واللوحات الضوئية والتشكيلات الجسدية كونت عمق فلسفي رائع ونحن كمجتمع نحتاج إلى مثل هذا النوع من العروض وهذا النوع من الأفكار وبدوره قدم الدكتور عبدالكريم العلوني عميد كلية ينبع الجامعية دعوة للندوة العالمية لإقامة هذه المسرحية على مسرح الكلية الجامعية للبنات بينبع الصناعية. كما أبدت نهله محمود الأخصائية الاجتماعية بالمركز الطبي إعجابها بالعرض، مشيرة إلى أن العرض في مجمله كان متميزاً وهذا ليس بمستغرب على الندوة العالمية التي لها باع طويل في خدمة مجتمع ينبع الصناعية.