المبادرة لا يوجد تعريف محدد لها في معظم القواميس لانها تعني اكثر من مجرد ان تأخذ زمام المبادرة بل تعني اننا بصفتنا من بني البشر فاننا مسؤولون عن حياتنا وان سلوكنا هو تعبير عن قراراتنا وليس عن ظروفنا اننا نملك المبادرة والمسؤولية لصنع الاحداث. وفي اللغة العربية تعني المسارعة الى الشيء وفي الاسلام تستعمل في المسارعة الى الخيرات وهي صفة النبيين والمرسلين كما جاء وصفهم في سورة الانبياء: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) وهي ايضاً صفة المؤمنين قال تعالى في سورة “المؤمنين” (أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) [صدق الله العظيم]. ولها علاقة جيدة بالايجابية بمعنى ان يكون للانسان دور في الحياة ودور في خدمة الدين وخدمة البلاد والعباد فان الاسلام لا يعترف بالانسان الخامل الذي لا قيمة له ولا عمل ولا اثر. وعلى العموم فهي لفظ جميل ومعنى عظيم يوحي بالجدية ويشعر بالعزيمة ويدعو الى الاسهام في عمل الخير وعمل كل ما هو مفيد. وعند رجال الموارد البشرية يعتبرون المبادرة من اهم الصفات الايجابية للاداء الانها تعني قيام العالم من تلقاء نفسه دون طلب من رئيسه المباشر بالتصدي لحل المشكلات وابتكار الطرق الجديدة لتبسيط الاجراءات وزيادة مستوى الانتاجية. وعندما نتمعن في هذه الصفة نستطيع ان نتخيل حال الفرد منا الذي تكون روح المبادرة صفة ملازمة لشخصيته فهو شخص لا يهدأ او يستكين الا عندما يرى الامور التي يعمل عليها تسير بانسيابية وسلاسة اخذاً على عاتقه مسؤولية النتائج التي ستؤدي اليها المبادرة التي قام بها. والمبادرة هي العادة الاولى من العادات السبع لستيفن كوفي في كتابه الشهير (العادات السبع للناس الاكثر انتاجية) والذي ركز في المبادرة على عبارة (نحن مسؤولون عن حياتنا) ويعني كلمة مسؤولون هنا بالقدرة على الاستجابة او القدرة على اختيار استجابتك ويجرك الاشخاص الذين يملكون روح المبادرة العالية هذه المسؤولية ان سلوكهم هو خيارهم الواعي المرتكز على القيم اكثر من كونه نتائج ظروفهم المرتكز على العواطف والمشاعر والفرد منا اذا لم يصارح نفسه ويقول لها انني على ما انا عليه الان بسبب اختياراتي بالامس فلن يستطيع ان يقول سأختار شيئاً مختلفاً. ولكي تحقق نتائج جيدة لا تطبق ما كنت تطبقه في الماضي ولكن يجب عليك ان تقوم بعمل انشطة مختلفة لم تقم بها من قبل. وكن مستعداً لخوض المغامرات فالطريقة الوحيدة لحياة مختلفة هي اقتحام اخطارها فلن تتعلم ما لم تكن عازماص على مواجهة المخاطر قم مثلاً بتعلم السباحة لتواجه خطر الغرق. وانا شخصياً تعلمت السباحة بهذا الاسلوب. واذا نظرنا في عالم الاعمال سنجد امثلة كثيرة من الموظفين اسهمت صفة المبادرة في نقلهم بشكل سريع من موظفين عاديين يؤدون واجباتهم العملية بطريقة تقليدية مؤثرين راحة البال والسلامة الى موظفين يعتمد عليهم وينتظر منهم الكثير في المستقبل. مجدي سليمان صفوت - جدة شوارع الباحة ومساحيق التجميل قبل فترة من الزمن وإلى عهد قريب كانت شوارع منطقة الباحة من الطرق التي يضرب بها المثل من حيث سلامتها من التشوهات والحفريات وغيرها مما نلحظه بكل أسف في الوقت الحالي، فعندما نستخدم تلك الطرق ونرتادها ذهاباً وإياباً نشعر بالضيق وخاصة الطرق المؤدية إلى القرى أو الهجر، وحتى الطرق الرئيسية التي تؤدي إلى محافظات المنطقة ومراكزها الرئيسية.. بلا شك نستبشر خيراً لكل مشروع من مشروعات الطرق ولكن نلبث قليلاً ثم نجد تلك الطرق المعبدة والجميلة يعاد سفلتة جزء منها وذلك بعد إدخال عدة خدمات أخرى إليها ونبشها من جديد وهكذا الحال مراراً وتكراراً والسؤال الذي نطرحه للأخوة المسؤولين: لماذا تتشوه تلك الشوارع بعد تعبيدها وإدخال مشروعات أخرى ضمن النطاق الخدمي سواء كان صيانة الهاتف أو التصريف الصحي أو الكهرباء؟!.. أين التخطيط المسبق من جانب؟!.. ولماذا لا يعاد التجميل بطرق هندسية يتساوى بها الطريق وما تم حفره؟!.. حيث أصبحت أغلبية شوارع الباحة تعاني من المطبات بتأثير الحفر والدفن وإعادة السفلتة بطرق عشوائية على مرأى من البلدية وإدارة الطرق والجهات المسؤولة الأخرى.. كلنا عشم أن تتخلص شوارع وطرقات الباحة ومحافظاتها من مساحيق التجميل التي ألمت بها وأفقدتها بريقها ونتمنى أن تتعهد الشركات والمؤسسات المسؤولة بإعادة شوارع المنطقة مثل ما كانت بعد الانتهاء من تنفيذ أعمالها ومشروعاتها المناطة بها. عبدالله مكني - الباحة