وكشفت مصادر أمنية تعمل في مجال مكافحة العملاء والتجسس ل”المدينة” عن وجود تناسب بين تزايد التهديدات الإسرائيلية بشن حرب على قطاع غزة وتتزايد الأنشطة المتعلقة بتجنيد عملاء جدد، نظرا لحاجتها الماسة لحجم هائل من المعلومات ، ونتيجة لتصفية عدد كبير من شبكات العملاء خلال الحرب على غزة و بعدها وهو ما حرم الاحتلال من مصادر هامه لمعلوماته وأضافت هذه المصادر أن إسرائيل تستغل حاجات الفلسطينيين وتساومهم عليها من أجل الحصول على معلوماتها وتحقيق أهدافها، كما يحدث ذلك بصورة واضحة مع المرضي المحتاجون للعلاج فى الخارج أو داخل "إسرائيل " فمحمد عبد الرحيم" 35 عاماً" والذي أصيب بمرض السرطان في الرئة ، روى ل”المدينة” كيف تعرض للابتزاز والضغط عليه للموافقة على التخابر مع الجانب الإسرائيلي ، وذلك مقابل حصوله على جرعات العلاج الكيمائي التي يحتاجها في أحد المستشفيات الإسرائيلية عندما كان يمر عبر معبر بيت حانون" إيرز" شمال القطاع . وقال محمد " لا يمكن لأحد أن يتصور بشاعة ما يقوم به جيش الاحتلال ، يساومونني على وجعي ومرضي مقابل أن أتخلى عن أبناء بلدي وأقدم لهم معلومات" ، مضيفاً" مورست على ضغوطات عدة للموافقة والرضوخ كان من بينها حرماني من الوصول إلى المستشفي والحصول على العلاج اللازم لأكثر من أربع مرات بحجة أنني غير محتاج للعلاج رغم استيفائي لكافة التقارير الطبية التي تثبت عكس ذلك". وأشار محمد إلى أن الضغط لم يقف عند حد مساومته هو شخصياً بل تعدي ذلك ليصل إلى حد محاولة اقناع زوجته التي كانت ترافقه فى كل رحلة علاج يقوم بها منذ إصابته بالمرض قبل نحو عام ونصف بالعمل لحساب المخابرات الإسرائيلية ،لافتاً إلى أن معاناته لا تختلف كثيراً عن معاناة مئات الفلسطينيين الذين يمرون عبر الحواجز الإسرائيلية بشكل يومي ، فالكل يقع تحت الضغط والتهديد على حد قوله. الصيادون فئة أخرى تستهدفها أجهزة الأمن الإسرائيلية وتركز عليها في هذه الفترة بالذات كما يؤكد نزار عياش نقيب الصيادين في قطاع غزة ، حيث يتم اعتقالهم في عرض البحر إثناء ممارستهم لعملهم ، ويتم اقتيادهم إلى أحد الموانئ الإسرائيلية ليساوموا بين توجيه تهم متعلقة بالمقاومة وتهريب الأسلحة أو العمل لحساب الاحتلال . ويؤكد عياش أن بعض الصيادين الشرفاء تعرضوا للقتل بعد أن امتنعوا عن التعاون ، بينما يبدي البعض منهم التعاون ظاهريا ، ويقوم بإبلاغ الأجهزة الأمنية في غزة فور الإفراج عنه . وكشف إيهاب الغصين المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة ل”المدينة” عن تطوير إسرائيل لتقنيات جديدة تستخدم لتجنيد العملاء وبخاصة من الشباب ، كالوصول لهم عبر شبكة الانترنت ، وعبر مواقع الدردشة المختلفة والمواقع الاجتماعية الموجودة على الانترنت كموقع الفيس بوك ، أو الاتصال على أجهزة الهواتف الخلوية ، مستخدمين النساء والإغراءات الجنسية و المالية . وكانت الأجهزة الأمنية في غزة قد تمكنت من إلقاء القبض على واحده من أخطر شبكات التجسس مع إسرائيل قبل أسبوع واحد فقط ، تتكون من ثلاثة شبان تم تجنيدهم باستخدام الانترنت و الهاتف ، وتم كشفهم خلال محاولتهم جمع معلومات لصالح المخابرات الإسرائيلية تتعلق بقيادات عسكرية رفيعة المستوى في فصائل المقاومة تمهيدا لعدوان جديد على غزة ، وثبت ضلوعها في تقديم معلومات غاية في الأهمية للإسرائيليين كانت وراء استهداف عدد كبير من المقرات الأمنية واستشهاد المئات خلال الحرب على غزة . . في السياق ذاته أكدت المحامية عبير بكر العاملة في مركز عدالة لحقوق الإنسان أن حظراً تاماً من قبل القانون الدولي يمنع إسرائيل من إجبار أبناء الشعب الفلسطيني للتعامل معها وتزويدها بالمعلومات ، موضحةً أن المركز قام برصد عدد كبير من الحالات التى أجبر فيها الفلسطينيون على التخابر مع إسرائيل وكان الدافع بالأساس هو المساومة على الاحتياج سواء بتلقي العلاج أو لقمة العيش . ولفتت إلى أن إسرائيل دائماً تحاول التركيز على الحلقات الضعيفة داخل المجتمع الفلسطيني ،أو أولئك المقربين من رجال المقاومة ، محملة المجتمع الدولي الذي يفرض حصاره على قطاع غزة مسؤولية تنامي هذه الظاهرة. وأشارت بكر إلى أن المحكمة العليا الإسرائيلية أقرت قانوناً يقضي بالسماح للجيش الإسرائيلي بالضغط على الفلسطينيين لإجبارهم للتعامل معها وهو ما يتنافى مع قواعد القانون الدولي .محذرة من قدرة جهاز الشباك التى وصفتها بالخارقة فى التغلغل داخل المجتمع الفلسطيني .