في الوقت الذي تنعقد فيه قمة الأمن النووي كواحدة من محاولات المجتمع الدولي لتحقيق عالم خال من الأسلحة النووية تسوده الطمأنينة والسلام والانسجام والتناغم. تعلن احدى الجماعات الصومالية المتطرفة رفضها للتناغم ، فالنغم مرفوض بالنسبة ل(حزب الإسلام) أحد أكثر الجماعات التي تقاتل الحكومة الصومالية تطرفاً، هذا الحزب لم يجد من بين مشاكل الصومال كلها قضية يضعها في سلم أولوياته غير إيقاف بث الموسيقى فأمر إذاعات الصومال المسموعة والمرئية بعدم إذاعة أي موسيقى وهددها بعواقب وخيمة إن لم تنصَع. وقد انتهت مدة الإنذار أول أمس الثلاثاء فيما توقفت محطات حكومية وأخرى مستقلة عن بث الموسيقى. الحكومة الصومالية محاصرة في أحياء ضيقة بالعاصمة مقديشو والإذاعة الوحيدة التابعة لها تبث الموسيقى أما بقية الأربع عشرة إذاعة فيسري عليها الحظر. على أيام طالبان في افغانستان منع الناس من مشاهدة التلفاز وصودرت المسجلات وتساءل طفل أفغاني بريء حين وجد أن بيتهم يلفه الصمت المجدب: “نحن نؤدي الصلوات الخمس ولكن ماذا نفعل فيما بينها؟! أما اليوم في الصومال فقد ذكر أحد المذيعين أن نشرة الأخبار باتت تتصدرها موسيقى طلقات الرصاص وأصبحت قنوات البث المرئي والمسموع تستعين بدلاً عن الموسيقى في شعارات برامجها بصوت بوق سيارة مثلاً أو هدير ماكينة أو خرير مياه أو أصوات حيوانات. ويقول عثمان عبدالله قور مدير تلفزيون وإذاعة شابيل وهي من أشهر القنوات في الصومال أنهم استبدلوا الموسيقى في برنامجهم الصباحي بصوت ديك وفي نشرات الأخبار بصوت طلقة رصاص وفي البرامج المسائية بأصوات الجري لخيول منطلقة. المجتمع الدولي يصف الصومال بالدولة الفاشلة فيما تواجه الحكومة الصومالية هذا الفشل وحدها إلا من قوة أفريقية صغيرة تجاهد كي تحمي نفسها قبل حماية الشعب الصومالي. وفيما تقوم قوات دولية بمطاردة فلول طالبان في مناطق القبائل والحدود المشتبهة بين باكستان وأفغانستان، يبدو الصومال مهددا بسيطرة قوى أكثر تشدداً من طالبان على الحكم يمكن ان تتحول الى حاضنة للإرهاب من جديد ما لم يتنبه المجتمع الدولي مبكراً.