لا أعرف السبب أو بمعنى أوضح ما هو المبرر لوزارة الشؤون الاجتماعية بعدم تكوين لجنة رقابية على مراكز التأهيل الشامل ومكاتب الضمان الاجتماعي والدور التي تحتضنها إضافة إلى أن الوزارة لديها العديد من الملفات الساخنة التي ترتبط مباشرة بالمواطن، فالأوضاع في المراكز التأهيلية متدهورة ونحن نعرف ونتذكر ما حصل من اختلاسات وعنف داخل هذه المراكز حتى أن كثيراً من القضايا لم تظهر نتائج التحقيق فيها حتى هذه اللحظة، وما حدث لفتيات مكة ودار الملاحظة الاجتماعية التي تفتقر إلى المتطلبات الأساسية للمعيشة والشروط السليمة رغم أن هذه الدور أنشئت أصلاً للذين صدرت بحقهم أحكام قضائية. أيضا ما حدث في دار حماية الفتيات بجدة، وما حدث في مركز المدينةالمنورة من عنف إلى غير ذلك، فكل هذه التجاوزات على مدى الشهور الماضية لا تعطي وزارة الشؤون الاجتماعية التعاطي الإيجابي مع هذه القضايا التي تعتبر قضايا الوطن والمجتمع حتى تكون هناك خطوة مهمة لتصحيح الخطأ، ثم ماذا نسمي هذا ونحن دائماً نقول إن المسؤول في هذه الوزارة بالذات يفترض أن يكون جزءاً منها ويتعايش مع همومها وأن يكون إنساناً قبل أن يكون موظفاً. ومؤخراً كشف وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية لشؤون الضمان الاجتماعي الدكتور محمد بن عبدالله العقلا عن الخلل والاهمال والاوضاع المتردية والأماكن غير الملائمة حتى تستقبل ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، وسوء المعاملة التي لا تليق لنستمع إلى وكيل الوزارة الدكتور العقلا الرجل النبيل الشهم الذي أعطى معنى رائعاً لمفهوم الشفافية والدقة والموضوعية، وأعطى مصطلح الحق معاني حضارية، يقول عن مدى اليأس والاحباط الذي وصلت إليه الوزارة مع مكاتب الضمان الاجتماعي بمختلف المناطق في ما يتعلق بسوء الخدمات وعدم الالتزام بالدوام والمخالفات المالية.. وخاطب الرجل الشهم مديري مكاتب الضمان الاجتماعي في خطاب يقول فيه : «مديرو المكاتب لا همّ لهم إلا الإجازات أو الأعذار أو الآخرين القابعين في مكاتبهم لتنفيذ الاعمال الروتينية». وقد سألته جريدة المدينة هل الزيارة جاءت لإبراء الذمة ؟ ، قال الدكتور العقلا وهو يبتسم : نعم ، هي لإبراء الذمة أمام الله وأمام من ائتمنني على هذه المسؤولية العظيمة- ما أروعك يا دكتور العقلا فأنت أثبتّ أن الإيمان بقضية ما لابد أن يرتبط بإنسان يؤمن بها ويترجمها على أرض الواقع، يعني لا زالت الفجوة والإصرار على عدم الخطأ عند بعض مسؤولي وزارة الشؤون الاجتماعية ظاهراً . ففي جريدة المدينة الأربعاء 22 ربيع الآخر 1431ه قال مدير عام الضمان الاجتماعي بمنطقة مكةالمكرمة الأستاذ عبدالله آل طاوي : إن الضمان الاجتماعي في حراك دائم ونفى أن تكون هناك مماطلة في تلبية طلبات المستفيدين من الضمان، وأكد على أن الكلام غير صحيح بالنسبة لفقدان بطاقات الصرف. يا أستاذ آل طاوي نحن نعيش عهد الشفافية وموظف هذه الوزارة يجب أن يكون إنساناً قبل أن يكون موظفاً، والبحث عن السلبيات وكشفها والمطالبة بإصلاحها بعيداً عن الأبراج العالية يعطي أملاً بالإصلاح كيف يحدث ذلك – يحدث عندما أصدر معالي وزير الشؤون الاجتماعية قراراً بحل جمعية الطائف الخيرية لرعاية المرضى النفسيين وإسقاطها من السجل الخاص ، لأن الجمعية لم تتحقق الأهداف التي من أجلها أنشئت.. فنحن يا معالي الوزير ننتظر بفارغ الصبر قرارك لتكوين لجنة رقابية حتى لا يتجرأ اصحاب الضمائر الميتة والنفوس الشريرة على حقوق المواطن الذي كفلت الدولة رعايته.