1 - الجاحظ: أديب العربية الكبير. 2 - الفيلسوف الفرنسي: “رينيه ديكارت” صاحب نظرية “الشك”. 3 - د.طه حسين: أديب العربية العملاق في العصر الحديث، والرائد التنويري والأدبي البارز. وتبدو العلاقة بين هؤلاء الثلاثة من حيث إنهم يشتركون في تطبيق نظرية “الشك”. فالجاحظ في كتابه “الحيوان”، ومن زاوية علمية محضة استخدم الشك في الوصول إلى الحقيقة قبل ديكارت. ورينيه ديكارت وضع نظرية في الشك ضمن المناخ العلمي “je pense donc je suis”.. أنا أفكر إذًا أنا موجود. وجاء د. طه حسين ليوظّف هذه النظرية العلميّة توظيفًا أدبيًّا ونقديًّا في الكشف عن منحول الشعر الجاهلي. والرابط للعنوان أن الدكتور طه حسين الدارس فرنسيًّا، والمعجب بكثير من رموز كتاب وفلاسفة فرنسا مثل: “أندريه جيد”، و“سانت بيف” فضلاً عن “رينيه ديكارت” الذي أفاد منه طه حسين في تطبيق نظريته نقديًّا على الشعر الجاهلي، يشترك مع الجاحظ، ورينيه ديكارت في تطبيق نظرية الشك. وكان طه حسين يؤكّد أنّ نظرية “ديكارت” لها ملمح ظاهري أقل عمقًا، ولها فهم آخر داخلي أكثر عمقًا، لكن د.طه حسين لم يكشف عن هذا الفهم العميق..!! أمّا الجانب الآخر في الموضوع فهو أن د. طه حسين من مريدي الجاحظ وتلاميذه الخُلّص، حتّى أنه أصدر قبل سنوات رسائل جميلة على نهج الجاحظ، ونسبها إليه لأمر ما يريده، ويرمي إليه من وراء ذلك..!! إذًا فالدكتور طه حسين محاط بعلمين: عربي وهو: الجاحظ. وفرنسي وهو: “رينيه ديكارت”. وهو مزيج ثنائيّ يشكّل ثقافة هذا الشامخ.. الثقافة العربية.. والثقافة الفرنسية.. وأجمِل به مِن تزاوج..!!