لا ينبغي أن نلوم البعض ممن لا يرون أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا يختلف عمن سبقوه من رؤساء الولاياتالمتحدة في الانحياز الكامل لإسرائيل ، إذ أن إمكانية أن تمارس إدارة أوباما ضغطًا حقيقيًا على حكومة نتنياهو يرغمها على تحقيق الحد الأدنى من مطالب السلطة الفلسطينية في الوقت الراهن – وهو وقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس العربية- لا يزال في حكم المستبعد إن لم يكن مستحيلاً . لكن بالرغم من ذلك ليس بإمكان أحد الزعم بأنه إن لم تكن السياسة الأمريكية إزاء إسرائيل تغيرت ، فإن هناك رئيسًا أمريكيًا جديدًا مختلفًا عمن سبقوه في رؤيته للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. وقد يبدو أن الأمر ليس جديدًا ، إذ أنه سبق لرئيسين أمريكيين سابقين ، وهما أيزنهاور وكيندي – أن عبرا عن رفضهما للسياسة والممارسات الإسرائيلية ضد العرب والفلسطينيين ، إلا أن الأمر يبدو مختلفًا في حالة إدارة أوباما ، فمنذ توليه مهام منصبه كأول رئيس أمريكي من أصول إفريقية واللوبي الإسرائيلي يحاول تصويره على أنه موال للعرب والمسلمين بالتركيز على اسم والده المسلم «حسين» ، ولم يلبث المستوطنون والمتطرفون الإسرائيليون أن رفعوا شعار «أوباما العدو الأول لإسرائيل» لمجرد أنه قرر أن يكون خطابه الأول بعد توليه الرئاسة موجهًا للعالم الإسلامي .وبالرغم من أن أوباما لم يلجأ حتى اللحظة إلى توجيه إنذار لإسرائيل أو تعطيل صفقة سلاح وبالرغم من تأكيده على أمن إسرائيل إلا أن هنالك شبه إجماع إسرائيلي بأن أوباما يناصب إسرائيل العداء . يمكن القول بأن ثمة أزمة في العلاقة بين البلدين لا يمكن تجاهلها، وهي مرشحة للتصعيد. من حسن حظ العرب أن الأزمة في العلاقات الإسرائيلية- الأمريكية تزامنت مع أزمة مماثلة في العلاقات الإسرائيلية الأوروبية سببتها جريمة اغتيال الموساد للمبحوح باستخدام جوازات سفر أوروبية وهو ما يطرح السؤال: أين المنظمات العربية العاملة على الساحة الأمريكية التي تلوذ بالصمت وتترك لمنظمات اللوبي الإسرائيلي ممارسة كافة أساليب الضغط على أعضاء الكونجرس لمساندة إسرائيل في هذه الأزمة ؟ .