أشاد بريام بيرس مدير معهد الدراسات الإسلامية بآسيا الوسطى بطشقند عاصمة ازوبكستان بدور تركيا فى تجديد الإسلام فى آسيا الوسطى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991، وقال فى المحاضرة التي ألقاها بمركز الحضارة والتاريخ بالأهرام بدعوة من مدير المركز الدكتور نبيل عبد الفتاح إن تركيا نفذت سياسة مزدوجة ففى الوقت الذى تمارس الضغوط والتصفيق على الحركات الإسلامية داخل تركيا إلاّ أنها قدمت دعمًا مباشرًا وكبيرًا للحركات الإسلامية للدعوة فى آسيا الوسطى من خلال دعم الحكومة التركية العلمانية لأنشطة اقتصادية وتعليمية. وقال إن النجاح الدور التركي يرجع الى اعتماده أسلوب دعوى غير مباشر وغير تقليدي وأن تركيا طبق نفس الأسلوب الذي تمارسه الجماعات التبشيرية الأوروبية خارج أوروبا مثل بناء المساجد وإقامة المدارس التعليمية التى لا تقوم بالدعوة الإسلامية المباشرة ولكنها تمارس أنشطة تعليمية تركز على نشر الثقافة الإسلامية وتفتح الباب أمام شعوب هذه المناطق للبحث عن الإسلام وأفكاره. وأرجع بيرس نجاح تركيا أيضًا إلى التقارب الإثنى بينهما وبين ودول آسيا الوسطى حيث تجمعهم أصول مشتركة، كما أن الدول الأوروبية ساعدت تركيا العلمانية ودعم النشاط التركى بهدف قطع الطريق أمام النفوذ الايرانى فى آسيا الوسطى، وخاصة أن السياسة الإيرانية تنتهج الإسلام المتطرف والذى يتعارض مع مصالح الغرب فى دول آسيا الوسطى. وأضاف بيرس إن تركيا العلمانية لديها رؤية دينية متكاملة و برنامج واضح فى الاهتمام بدول آسيا الوسطى وأن تركيا اعتمدت فى سياستها لتجديد الإسلام فى آسيا الوسطى على السياسة الحكومية المباشرة وعلى نشاطات الجماعات الإسلامية الصوفية والفكرية التى نفذت مشروعات تعليمية وتنموية داخل دول آسيا الوسطى وقامت مثلا بتوزيع حاسب آلي مجانى لطلاب المدارس عقب استقلال هذه الدول. وقال إن هناك خمس حركات إسلامية لعبت دورًا مهمًا فى تجديد الإسلام مثل جماعة الطريقة البقشيندية والتى تنتشر فى دول آسيا الوسطى وحركة حلمى سليمان والتى نشأت فى البلقان وانتشرت فى باقى دول آسيا الوسطى وهى حركة فكرية إسلامية وكانت تركز على مراكز تعليم وتحفيظ القرآن وأيضًا حركة “سعيد مرسى” وهدف الحركة نشر الهوية الإسلامية وليس تطبيق التعاليم الإسلامية وخلقت علاقة بين الإسلام والحداثة ودفعت الناس إلى تعليم الإسلام ومبادئه ثم جاءت حركة فتح الله جولن وتبنت الدعوة إلى الليبرالية التى تطبقها الحكومة التركية وأنشأت مدارس وشركات وجامعات تحت إشراف وزارة التعليم التركية ولم تكن مدارس دينية وكانت مثل مدارس الكنيسة الأوروبية فى الدول العربية والإفريقية وهى مدارس أقرب ما يكون بالمدارس اليسوعية وتنشر العلم وتركز على الدين .