بلغة الندم وبصوت تغلب على مفرداته الإعياء يروي سجناء «للمدينة» قصصا وحكايات ساقتهم الى ما وصفوه بالمصير المظلم مؤكدين أن حريتهم التي كانت بالأمس في قبضة يدهم باتت اليوم مرهونة بكلمة «عفو» ينطق بها ذوو الدم. يقول السجين عبدالله محمد جبران الاحمري بدأت قصتي بخلاف حول قطعة أرض غرب بلاد بللحمر في البهشة بيني وبين أحد جيراني الذي تربطني به معرفة امتدت قرابة ال 22 عاما و تدخل أهل الخير للصلح بيني وبينه وأثناء تلك المحاولات أردت أن أخيف جاري بسلاح كان في سيارتي إلا أن طلقة خرجت منه بدون قصد مني و أصابته .. فأسرعت إليه لإسعافه لكن روحه كانت قد فاضت إلى بارئها. .. لم أبيت النية لفعل كهذا.. فلقد أردت تخويفه فقط ، فهو جاري منذ 22 عاما ومن جماعتي ولم يحدث بيننا قبل هذا الخلاف أي سوء تفاهم وكانت الصلة بيننا كأحسن ما يكون.. ولكن قدر الله أن أزهق روحا.. ومهما قلت أو فعلت فلن أستطيع أن أغير شيئا، أو أن أعود بالزمان إلى الوراء . لا أدري إن كانت هناك كلمة أكبر من الندم تستطيع أن تعبر عن ما أحس به وأشعر بسبب فعلتي تلك.. فأنا أموت في اليوم ألف مرة.. كما أنني دائم التفكير في هذه القضية .. وأتساءل دوماً هل ينفع ذلك .؟؟ هل ندمي سيعيد الفقيد إلى الحياة ..؟؟ وقال الأحمري يا ليت أنا الذي قُتل .. !! انه الشيطان الملعون أوقع فيما بيننا .. ولكن ماذا بيدي ..؟ ليس بيدي إلا الدعوة له بالرحمة وان يتجاوز عنا .. وعن الصلح بينه وبين ذوي الدم قال الأحمري هناك مساعي خير مع أسرة القتيل .. والعلم عند الله .. وأنا أقول لهم ( يعلم الله أنني فقدت اعز إنسان عندي ) وأنا ثقتي في الله ثم فيهم لعتقي في سبيل الله .. وإنني أناشد أهل الخير بالتدخل فيما بيني وبين إخواني بالصلح .. وها أنا أقول لذوي الدم بأنني نادم على ما فعلت وأقسم بالله لهم بأنني لم أتعمد القتل.. وأرجو منهم أن يعفوا عني و أن يعتقوا رقبتي لوجه الله تعالى كسبا للثواب العظيم من الله. قصة العريس قصة أخرى لا تخلو من غرابة يرويها العريس عوض معيض سعد الغازي القحطاني الذي لم يمض على زواجه 10 أيام فقط قائلاً استيقظت في صباح أحد الأيام على صوت صراخ وطرقات على باب منزلي ، فأسرعت بفتحه فوجدت والدي والدماء تغطي وجهه فسألته عما حدث فأخبرني بأن شخصا اعتدى عليه بالضرب، فأسرعت إلى الشخص المعني والغضب يتملكني فلما شاهدني أسرع بإطلاق النار علي فرددت عليه وأطلقت عليه رصاصة في رجله بغرض تخويفه إلا أنه توفي متأثرا بجراحه. و سلمت نفسي للشرطة وبعد التحقيق معي تم رفع القضية إلى القضاء الذي حكم علي بالقصاص.. على ان يستوفي بلوغ القصار وأضاف لم أقصد القتل ، بل قصدت التخويف فقط لكن إرادة المولى جعلت موته بالجرح الذي تسببت فيه .. والآن أنا بين يدي رحمة الله.. وكلي أمل في أن يعفو عني أولياء الدم ويعتقوا رقبتي فبيننا وبينهم صلة رحم قوية فهم أبناء خال . الشعور بالندم يتملكني في كل حين وكثيرا ما أحدث نفسي.. لماذا فعلت ذلك.. ؟ و أتمنى لو لم افعل.. وحتى في هذه اللحظات لا أنفك أفكر في أهلي وزوجتي التي لم أمكث معها سوى أيام معدودة. «عضة الصدفة» قصة أخرى يرويها السجين علي أحمد حويش بسجن أبها العام قائلا كنت أنا والمرحوم أصحابا وأكثر من الاخوان ولكن سرعان ما بدأ ينتهج طريقة لا أحبها فقلت له أنت من طريق وأنا من طريق ، وهذه بداية ( المشكلة ) حبث بدأ يغضب عليَ ويهجوني بكلام غير لائق ، ويعيبني ويسلط لسانه علي حتى أنني بدأت اهرب منه ، ولا أريد مقابلته ، ولكن زاد الوضع والحد أكثر مما يمكن ، حتى وصل إلى بيتنا بسيارته ، وحاولت أتفاهم معه ولكن سرعان ما شاهدت سكينا على طبلون السيارة فمددت يدي لسحبها خوفا من أن يقتلني فما كان منه إلا وان (عض) يدي والسكين في يدي فحاولت ان اطعنه في يده كي أهرب لكن جاءت الطعنة في صدره التي كانت النهاية المؤلمة وقال حويش بلغة نادمة رغم هروبي من صديقي كثيراً ولكن الأمر تطور إلى مهاترات وشجار لا أدري ما سببها فتدخل الناس للفصل بيننا كما من مرة وبالفعل انتهت المشكلة في حينها لكن الشيطان كان حريصا على نشوب المشكلة من جديد فعاد الرجل إلى بيتي وتشابكنا مرة أخرى وحدث ما حدث والموقف قد صار في لمح البصر ولم أتخيل أن الحال سينتهي إلى هذا الحد فمرضت نفسيا وانهارت صحتي تماما إلى ان وصلت إلى حالة صعبة.