- البيت الكبير هو الرمز المكاني لأي أسرة.. وعندما يرتبط البيت بأسرة عريقة كأسرة (نصيف) هي أيضًا تمثل علامة فارقة ورمزًا كبيرًا بين بيوت الوطن، فلا غرابة أن يكون لهذا البيت تاريخه ودلالته.. وبجولة ميدانية قمنا بها للمنطقة التاريخية زرنا خلالها بيت نصيف (فرع حسن عبدالله نصيف) القريب من برحة نصيف.. وقفنا على بعد خطوات من باب البيت كانت هناك لافتة صغيرة مكتوب عليها (وقف نصيف)، وكأنها تؤكد الحضور الرسمي لهذا البيت ضمن بقية أوقاف الأسرة. - لا تزال رواشين البيت تطل على الزقاق المجاور تبث حنينها للماضي البعيد، وتحاول اجترار المزيد من الذكريات مع سكان البيت وزواره.. ذكريات بسيطة لكنها تشمل كل التفاصيل حتى طعم الماء الذي يحتفظ (الزير) ببرودته في زمن لم يعرف الثلاجات ولم تخطر له على بال. - حتى الحمامات القديمة التي كانت مصدر رعب بسبب الظلام والحشرات.. إلاّ أنها قادرة على السكن في مساحة معينه من الذاكرة الجميلة تستجدي صاحبها لمعاودة التجربة بكل إثارتها ومخاوفها. - الدهليز لا تزال تفوح منه رائحة الناس الطيبة.. بل حتى الحيوانات الاليفة التي كانت تلجأ للدهليز أو تربط في احدى زواياه كان صدى أصواتها يتردد بين الجدران العتيقة. الكبير.. وهناك ملتقى الاحبة والاصدقاء فقد كان المقعد -طوال السنين التي عاشها سكانه- يضم وبصفة يومية مجموعة من أعز الأصدقاء الذين تعود رجال بيت نصيف على استقبالهم فيه لقضاء بعض الوقت والاستمتاع بوجود تلك الصحبة.. فللدكتور حسن نصيف نخبة من الاصدقاء الأوفياء الذين تواصلوا معه منذ أن كان طالبًا في البعثات الى أن عاد من المنفى وحتى وفاته.. كان يجمعهم حبهم للأدب والفكاهة واستمرت الصلة بينهم في ود وحب وتفاهم حتى النهاية. ونذكر منهم العم أسعد جمجوم -يرحمه الله- والعم أحمد جمجوم، والعم عبداللطيف جمجوم كذلك كان من أصدقائه الدكتور حامد هرساني، والسيد عبدالله الدباغ، والعم أمين جاوة.