بعد وفائه في إنجاح خطته لإصلاح برنامج الرعاية الصحية، وبعد مواجهته الشجاعة مع اللوبي واليمين الإسرائيلي المتشدد من خلال قرار الإدارة بالخروج عن المألوف مرة واحدة والاختلاف مع إسرائيل بشأن بناء المستوطنات وتحويل الموقف إلى مواجهة ، يواصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما الوفاء بوعوده الانتخابية صادمًا كل من راهنوا على فشله عندما مرت السنة الأولى من ولايته دون أن يحقق أيا من تلك الوعود. فاليوم يوقع الرئيس أوباما مع نظيره الروسي ديمتري مدفيديف في براغ معاهدة ستارت الجديدة لخفض الترسانة النووية في البلدين بنسبة 74% بعد عام من النداء الذي وجهه من العاصمة نفسها من أجل عالم خال من السلاح الذري. أهمية (ستارت-2) أنها تأتي في أعقاب إعلان الرئيس أوباما عن العقيدة النووية الأمريكيةالجديدة التي تلتزم الولاياتالمتحدة من خلالها بعدم استخدام الأسلحة النووية ضد دول غير نووية في خروج على تهديد يرجع إلى عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بالرد بأسلحة نووية إذا تعرضت الولاياتالمتحدة لهجوم بأسلحة بيولوجية أو كيماوية. ولكن هذا التعهد يأتي مقترنا بشرط رئيسي تنص عليه العقيدة ويتمثل في أن تكون الدول التي ستعفى من رد نووي أمريكي دولا غير نووية ملتزمة بمعاهدة حظر الانتشار النووي، وهو ما يعني أنه إذا كانت هذه الدولة من المساهمين في الانتشار النووي، فإن «كافة الخيارات ستكون مطروحة حينئذ فيما يتعلق بكيفية التعامل معها»، الأمر الذي يضع إيران وكوريا الجنوبية وإسرائيل نظريًا ضمن الدول التي يمكن لأمريكا معاقبتها نوويًا!. العقيدة النووية الأمريكيةالجديدة وتوقيع ستارت -2 ، ليس كل ما في جعبة الرئيس أوباما فيما يتعلق بهذا الموضوع الذي يزيد من تأزم العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية، إذ إن نتنياهو على موعد آخر مع صدام جديد مع الإدارة الأمريكية عندما يتوجه إلى واشنطن الاثنين المقبل للمشاركة في قمة الأمن النووي التي يستضيفها الرئيس الأمريكي باراك أوباما حيث استبعدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أمس عقد لقاء يجمعه بالرئيس أوباما على هامش تلك القمة التي لابد وأن تتعرض فيها إسرائيل للانتقادات بسبب برنامجها النووي الغامض والمثير للجدل ، بما يشكل ضربة أمريكية جديدة موجعة لحكومة نتنياهو.