فجر ثلاثة مهاجمين انتحاريين سيارات ملغومة في وقت واحد تقريبا في هجوم منسق بالقرب من مقار بعثات أجنبية في وسط بغداد أمس مما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن قرابة 41 قتيلا وإصابة مايزيد على 200 شخص. وجاءت التفجيرات التي وقعت قرب السفارات الايرانية والمصرية والالمانية في بغداد عقب هجمات بقذائف المورتر على المنطقة الخضراء التي تضم مقار حكومية وسفارات أجنبية. كما تأتي بعد يومين من مقتل 24 شخصا على أيدي مسلحين في قرية أغلب سكانها من السنة إلى الجنوب من العاصمة. وحذرت السلطات العراقية من احتمال تصعيد العنف نتيجة تزايد التوتر بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت في السابع من مارس ولم تسفر عن فوز أي كتلة بأغلبية واضحة. من جهته، ندد السفير الايراني في بغداد حسن كاظمي قمي بالهجوم قائلا إنها عملية ارهابية امام السفارة لكن لسنا متأكدين من ان السفارة هي المستهدفة. واكد عدم وقوع ضحايا بين موظفي السفارة. في غضون ذلك، قال وزير الخارجية هوشيار زيباري ان من المبكر تحديد الجهة المسؤولة عن الهجمات التي استهدفت بعض السفارات في بغداد مشيرا في الوقت ذاته الى احتمال ان تكون من تدبير القاعدة. واضاف ردا على سؤال حول هوية مدبري الهجمات يبدو الامر من تدبير (القاعدة) واشعر شخصيا ان من المبكر القول الا اذا تأكدنا من اكتمال التحقيقات التي تؤكد من يقف وراء الهجمات على البعثات الدبلوماسية. وتابع انها تحمل بصمات مشابهة لتلك السابقة من حيث التوقيت والتزامن في استهداف عدة اماكن في وقت واحد لاحداث اكبر تأثير ممكن في اشارة الى الهجمات السابقة. وقال زيباري ان الهجوم سياسي هدفه اخراج العملية عن سكتها وارسال رسالة مفادها ان الارهابيين ما يزالون يعملون. وتابع في الواقع، انها تتبع النموذج ذاته لقد شنوا هجمات سابقا ضد وزارات وفنادق. ويحاولون الان استهداف البعثات الدبلوماسية. وندد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير باقصى درجات الشدة بهذه الاعمال الارهابية التي تتسم بالوحشية والتي ينبغي ملاحقة مرتكبيها واحالتهم الى العدالة ليحاكموا على افعالهم. واعلنت وزارة الخارجية الاسبانية ان سفارتها في بغداد اصيبت بأضرار جراء التفجيرات الانتحارية. وقال شهود عيان كانوا يتواجدون قرب مواقع الانفجار في حي المنصور الراقي(غرب بغداد)، فإن فارقا زمنيا بسيطا تمثل بدقائق قليلة فصل بين الانفجارين اللذين حصلا في المنطقة، وكذلك لم يفرق بينهما سوى أمتار معدودة، حيث وقع الانفجار الاول بالقرب من مطعم كباب نينوى الذي يرتاده الزبائن في فترة الظهيرة، والثاني حصل في ساحة الرواد وهي عبارة عن (تقاطع مروري) مزدحم باستمرار. وأكد أكرم التميمي، شاهد عيان يعمل في مركز تجاري يقع بالقرب من ساحة الرواد ل”المدينة”، ان الانفجارين نجما عن سيارات مفخخة كان يقودهما انتحاريان استهدفا مقر البعثة الديبلوماسية الالمانية القريبة من المطعم، والقريبة من السفارة السورية ايضا، والاخرى كان يقودها انتحاري فجرها بالقرب من احد المقرات التي تستخدمها البعثة الديبلوماسية المصرية. وأضاف: قامت القوات الامنية بفرض طوق امني مشدد حول اماكن الانفجار ومنعت المارة من الاقتراب، لكن يمكن مشاهدة حجم الخسائر التي خلفها الانفجاران، خصوصا في الممتلكات العامة، وتحديدا في مقرات البعثات الديبلوماسية”.