مهزلة الصكوك المتضاربة المتقاطعة التي ما زالت حامية الوطيس في المدينةالمنورة.. تمثل عينة لما أحسبه خافياً تحت الرماد ينتظر ريحاً عاتية تظهره على السطح بكل قوة ووضوح. أصل الأرض تبلغ مساحتها 4 ملايين متر مربع، وتعود ملكيتها حسب رأي المحكمة إلى 4 مواطنين. كيف تملكوها؟ الله أعلم والمحكمة تعلم؟ هل هم أحيوها؟ وكيف يمكن إحياء 4 ملايين متر مربع جملة واحدة؟ أم أن الإحياء يعني التسوير فقط، ثم إقامة (صندقة) فيها غنمتان وجملان وربما حماران وبغلتان!! وعلى هذه المساحة اعتمدت أمانة المدينةالمنورة 28 مخططاً بمساحات مختلفة بعد أن استقطعت لنفسها 7% منها أي حوالى 280 ألف متر مربع! يا سلام! وكيف تم استصدار صكوك لهذه الأراضي، والمحكمة تعلم أن الأرض (الأصل) مملوكة للغير!! سؤال حائر على الأقل في ذهني. بالنسبة لنا تبدو هذه الأخبار (عادية جداً) خاصة إذا كانت الأرض صغيرة لا تتجاوز مساحتها خانة الآلاف. ولكن بالنسبة لغيرنا، بما فيهم أشقاؤنا في الخليج، فإنها تبدو مضحكة و(بايخة) في حق مجتمع ينهي العقد الأول من الألفية الميلادية الثالثة بهكذا (التباسات) يندى لها الجبين إن كان ثمة جبين يتصبب عرقاً خوفاً أو خجلاً. وحكى لي زميل ذات مرة أن كاتب عدل وبخه على الاستطالة في الثوب. قال الزميل متعجبا: يعيب عليَّ فضيلته الاستطالة في الثوب بينما لا يساوره أدنى شك في استطالة الهامور زيد أو مثيله عبيد في الأراضي الفضاء لتبلغ عدة كيلومترات طولاً، ومثلها عرضاً بقصد إحيائها وإعفاف نفسه الأمارة بالخير. ومؤخراً ذكرت صحيفة المدينة أن أميناً سابقاً لمحافظة جدة استطال بسور أرضه ليبتلع شارعاً عرضه 20 متراً دون وجه حق، ولعلّه وقع في استطالة كان يحذّر منها عندما كان في المنصب. لكن المحصلة هي ما نشهده اليوم من حرب صكوك، ولعل آخرها ما ذكر عن تورط 4 من كتاب عدل جدة في إصدار صكوك مزورة بهدف الظفر بمئات الملايين مقابل تعويضات عن أراضي ضُمت إلى أملاك جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. وإيش آخرتها بس! [email protected]