"القاهرة" المدينة التي لا تنام كادت تغفو رغم أنفها بأمر مقترح تقدم به برلمانى مصرى مفاده ألا تدق الساعة معلنة منتصف الليل إلا وكل المقاهى مغلقة.. وكان مبرر سيادة النائب هو القضاء على ظاهرة المقاهى التى تقدم حتى الصباح الشيشة للجنسين. وحين علم خالد مجدى صاحب مقهى الفيشاوى الشهير بالمقترح صرخ: مستحيل .. وبعد أن هدأ قليلاً قال: إن معظم الأوقات التى تعمل فيها المقهى ليلية حيث ينتهى معظم الموظفين من عملهم حتى إن هناك ما يزيد عن 2000 شخص يتقابلون بشكل دائم هنا ليلاً خاصة السياح، ورفض مجدى الافصاح عن دخل المقهى اليومى لكن بعض الصبية الذين يعملون معه أكدوا أنه يتجاوز 14 ألف جنيه قابلة للزيادة خاصة فى فصل الصيف أما فى الشتاء فيتراوح بين خمسة وسبعة الاف جنيه. وأضاف مجدي أن المقهى يجلس عليه الكثير من الممثلين والأدباء والنقاد خاصة ليلاً بعد انتهاء أعمالهم ويعتبرونها المكان المقرب لهم لتحديد بعض المهام العملية. «ريش» لا تغلق وفى "ريش" وسط العاصمة المصرية بشارع طلعت حرب يقول نجيب ايهاب زكى المدير المالي للمقهى أننا نعمل 24 ساعة ولا نغلق، معظم الرواد من كبار السن والممثلين والكتاب ويجلس بها الكثير من الشعراء ، ويحتشد فيها كل من يعمل في الموسيقى والغناء حيث يناقشون مشاكلهم المهنية. ويقول محمد بيومى (65 عاماً) أنا أجلس فى المقهى منذ كنت فى الجامعة ولا استريح فى اى مكان فى غيرها ولا يمكن غلقها، موضحاً أن مقهى ريش هو الوحيد بمصر الذي يمكنك أن تصفه بأنه بيتك الثانى. من قال هذا الكلام... من المستحيل تطبيقه ..هكذا بدأ سعيد طلعت المسؤول عن مقهى "زهرة البستان" الشهير بوسط القاهرة الذى أكد أن المقهى أغلب عمله ليلاً وستكون هناك مشاكل كثيرة إذا طبق هذا القرار ..متسائلاً كيف يغلق وهو منذ أكثر من ثمانين عاماً مفتوح قائلا: "كان من الواجب على من اقترحوا ذلك دراسته جيدا، فالمثقفون يعتبرون "زهرة البستان" جزءا من تاريخهم الخاص". "هذا المقهى مركز لمثقفي العالم العربي كله، حيث يرتاده الأدباء العرب فور وصولهم القاهرة، حتى قبل أن يذهبوا إلى أماكن إقامتهم ومعظم هذه الأوقات تكون ليلاً". موضحاً أن إغلاق المقهى ليلاً سيثير غضب مرتاديه من المثقفين والفنانين. أما خالد الشهير "بأبو باسم" صاحب مقهى السعادة فأشار إلى أن مقاهى اليوم لم تعد فقط مكاناً للترفيه بقدر ما هى ملتقى لرجال الأعمال والمقاولين الصغار والسماسرة وعليها تتم صفقات واتفاقات كثيرة فالصورة النمطية عن المقاهي لم تعد كما كانت فبجانب التسلية المقاهي ملتقى لمن لا مكان لهم.