كثف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال اليومين الماضيين من لقاءاته مع حلفاء سابقين وأيضا مع منافسيه في ظل سعيه للفوز بسباق تشكيل تحالف نيابي كبير يؤهله للاحتفاظ بمنصبه كرئيس وزراء لولاية ثانية، فيما اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية مهمان برست امس استعداد بلاده لاستضافة التيارات السياسية العراقية في اطار دعمها للعملية السياسية والمساعدة على تشكيل الحكومة الجديدة في العراق التى اعتبرها « قضية داخلية» وعلى الرغم من لقاءات مماثلة واتصالات هاتفية مطولة يجريها مع رؤساء كتل فائزة، خصمه اللدود أياد علاوي الذي يتزعم قائمة «العراقية» التي حلت في المرتبة الاولى في الانتخابات التشريعية الاخيرة بفارق مقعدين عن ائتلاف المالكي. فبعد يوم واحد من لقاء اعتبر بمثابة «لقاء مصالحة» بين المالكي وغريمه السابق في الحزب زعيم تيار «الإصلاح الوطني» إبراهيم الجعفري، التقى رئيس الحكومة بزعيم «المجلس الاعلى الاسلامي العراقي» عمار الحكيم المقرب من ايران، في مقر الاخير وتباحث معه «طبيعة الظروف التي تشهدها العملية السياسية في المرحلة الحالية، وعملية تشكيل الحكومة العراقية المقبلة»، وفقا لبيان صادر عن حزب الحكيم. المشاورات الحالية الجارية بين مختلف الاطراف السياسية، لتشكيل الحكومة المرتقبة وتحديد هوية رئيسها، لم تثمر عن نتائج ملموسة وستمتد لشهور على ما يبدو، كما ستمتد خيوط هذه المفاوضات الى دول مجاورة تضع فيتو على بعض المرشحين لتولي رئاسة الحكومة القادمة التي تعد في حد ذاتها تحديدا لملامح الحياة السياسية بالعراق للسنوات الأربع المقبلة. التقارير والانباء المتواترة والتي تحدثت عن غياب الاتفاق الذي شاب محادثات الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات وتحديدا الشيعية منها، نتيجة الصراع على رئاسة الحكومة والمناصب السيادية الاخرى، اكده بيان «المجلس الاعلى» الذي أشار الى أن زعيمه تحدث خلال لقائه بالمالكي عن ما وصفها ب «الجهود الكبيرة» التي بذلت من أجل توحيد ائتلافيهما، لكن فشلت تلك الجهود نتيجة ل «اعتبارات معينة حالت دون ذلك». من جهتها اعلنت مصادر امنية عراقية ان احد عناصر قوات الصحوة لقي مصرعه واصيب خمسة آخرون بجروح اثر سقوط قذيفة هاون صباح امس في احدى نواحي محافظة ديالي، شمال شرق بغداد. واوضحت المصادر ان «قذيفة هاون استهدفت مقرا للصحوة في ناحية المنصورية (شرق بعقوبة) ما ادى الى مقتل احد العناصر واصابة خمسة اخرين بجروح».