اكدت الدكتورة خولة بنت سامي الكريع رئيس مركز الأبحاث بمركز الملك فهد الوطني للأورام وكبيرة علماء أبحاث السرطان بمستشفى الملك فيصل التخصصي انها وعدت خادم الحرمين الشريفين أن نعمل جاهدين على تخفيف معاناة مرضى السرطان وإيجاد أفضل الوسائل العلاجية والتي تقوم على أسس علمية مدروسة.. وقالت في محاضرة القتها امس الاول امام 800 طالبة وفتاة ومثقفة في جامعة جازان ، إن المشوار من دخولي كلية الطب إلى وصولي سنة الامتياز أو التدريب إلى عملي الزمالة في جامعة الجورج تاون في أمريكا حدد معالم مستقبلي المهني ورسخ القرار لدي بأن تخصص أمراض السرطان هو ما أريد الإبحار فيه، وأثناء اعتنائي بالكثير من المرضى بمن فيهم مرضى السرطان اكتشفت أن الطب الإكلينيكي البحت لا يستهويني كثيراً وحصر دوري كطبيبة في فحص المرضى وصرف العلاج لهم ثم الانتظار! لا أجده كافياً.. كنت أشعر أنه يجب بذل المزيد لهؤلاء المرضى أكثر من القدرة على تشخيص حالتهم وصرف العلاج لهم! كان يحز في نفسي عندما أشاهد معاناة مرضى السرطان وكل ما نستطيع تقديمه لهم كأطباء هو أدوية كيماوية مليئة بالسموم، يتناولونها ويتحملون أضرارها حتى بدون معرفة إن كانت ستعمل وتؤدي إلى القضاء على الخلايا السرطانية أم لا. لقد كان شيئا يثير فضولي العلمي وتساؤلاتي لماذا عندما يكون لدينا مجموعة من مرضى السرطان ويصارعون نفس النوع من الورم فنقوم بإعطائهم نفس العلاج الكيماوي ونفس الرعاية الطبية، فمنهم من يشفى تماماً ومنهم لا يتجاوب أبدا ومنهم من قد يتجاوب في البداية ثم يعاوده المرض مرة أخرى بعد فترة قصيرة. فمن هنا ظهرت رغبتي في التوغل في هذا المرض والتخصص في جينات السرطان وكشف أسبابه الجينية "الوراثية" لا سيما ونحن نعيش في عصر الخريطة الجينية والتكنولوجيا المصاحبة له والتي أسرعت في حل الكثير من الرموز المحيطة بهذا المرض، وظهرت أدوية جديدة تعطي مرضى السرطان الكثير من الأمل نحاول أن تكون لنا الريادة في تقديمها لمرضانا في المملكة.. ما تسمى بالأدوية الموجهة، والتي تستطيع تصميمها بطريقة تقضي على الخلية السرطانية بدون التأثير على الخلية السليمة المحيطة بها وبالتالي نستطيع القضاء على الورم نهائياً وبأضرار جانبية قليلة. وكان مدير جامعة جازان الدكتور محمد بن علي آل هيازع استقبل الدكتورة خولة الكريع بمكتبه ظهر أمس الاول . وفي بداية اللقاء بين آل هيازع أن تكريم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدكتورة خولة الكريع يجسد دعم قيادتنا الرشيدة للعلم والمعرفة وأن تكريم الجامعة لها هو تكريم تستحقه نظرا لجهودها العلمية والبحثية في مجال أبحاث السرطان الأمر الذي يبعث على الفخر والاعتزاز في نفوسنا كأكاديميين ومسؤولين ومواطنين بما حققه أبناء هذا الوطن وبناته من إنجازات علمية نعتز ونتباهي بها. وأشادت الدكتورة الكريع بما وصلت إليه جامعة جازان من التطورات والإنجازات التي حققتها الكليات الصحية.