وكما تعلمون فإن تاء التأنيث تختص بالأفعال التي تلاحق الأنثى -وليت الأفعال وحدها هي التي تلاحق الأنثى- و كما ورد في علم النحو فان هذه التاء مبنية على السكون ولا محل لها من الإعراب!! قد قبلنا هذا وسلمنا بها ساكنة ساكتة أساس بنائها السكون، رضي القتيل و لم يرض القاتل الذي أصر على المضي قدما في تهميشها أكثر وأكثر وإلا فلماذا يجب أن يندرج اسم صاحبة العمود الصحفي تحت مسمى الكاتب وليس الكاتبة (هذا قبل مكرمة التعديل، فأصبحنا بدون أي إشارة سوى خيال لشبح قد يكون لكائن بشري). أيضا نجد الباحث وليس الباحثة.. دائما يصل المد الذكوري حد الإلغاء و الإقصاء، لم أجد هذا في لغة أخرى وحتى إن حدث فان ذلك ليس مبررا لا كافيا ولا وافيا مادام وعاء اللغة العربية يتسع أضعاف أضعاف ذلك. تقرأ في تاريخ الأدب العربي قول احدهم: و من الشعراء في الشعر الجاهلي «امرؤ القيس - طرفة بن العبد - الخنساء» فهل كان بوسع الكاتب أن يمر تحت قوس النقد بتلك السهولة لو انه ذكر الثلاثة تحت مسمى الشاعرات.. سأجزم بلا.. لأول وهلة أبدو وكأني أناقش موضوعا هامشيا بغير اثر، مع أن الحقيقة غير ذلك تماما لان هذا التهميش بحذف تاء التأنيث ليس إلا رافدا صغيرا من نهر عريض غزير اسمه تذكير المؤنث. على الهامش: أشعر أحيانا أن لهذا الطغيان الذكوري جدارا استناديا مدعما من قبل اللغة العربية ذاتها حيث كثيرا ما تقود تاء التأنيث ليس إلى أنوثة الفعل، بل إلى الإبحار به بعيدا عن السياق اللغوي المراد به، فإذا قالوا «رجل حي» فلماذا عسانا نقول عنها.. حية؟ وإذا كان نائبا في البرلمان أتراها تكون نائبة؟ و أخيرا دعني أسالك أيها القارئ هل أنا مخطئة فيما قلته أم إني.. مصيبة؟ (احرص على قول الحقيقة).