تباطأت أعمال الاصلاح والترميم ورفع آثار سيل الاربعاء الحزين الذي ضرب بقوة عددا من أحياء محافظة جدة قبل أكثر من أربعة أشهر مضت، وعلى الرغم من الجهود المبذولة من عدة جهات تركت بصمات مضيئة في مساعدة الكثيرين من سكان الاحياء المتضررة وساهمت في اعادة الحياة لمسارها المعتاد، الا ان هناك بعض القصور في ما يخص رفع اثار السيل، من أكوام الاثاث التالف والاخشاب والحديد المتناثر هنا وهناك، اضافة الى بطء اعمال الترميم للبيوت التي بدت وكأن السيل مر عليها قبل أيام فقط، خاصة في حي قويزة. ومن المشاهدات الغريبة ان وجد تجار قطع الغيار سوقا رائجة لهم في هذه الأحياء بعد ان ترك العديد من السيارات التي دمرها السيل في الشوارع العامة دون ان تتدخل الجهات المعنية لرفعها، وايضا علق العديد من أصحاب العقارات المتصدعة لافتات وملصقات تفيد برغبتهم في بيعها أو تأجير الموقع بعد ان هبطت أسعار العقار في الاحياء المتضررة الى ادنى حد. مخلفات وطفوحات مياه محمد المالكي، خالد الحساني، وابراهيم الجهني من سكان الحي أشاروا إلى أن العمل تميز في الأيام الأولى من الكارثة بالسرعة، غير أنه وبعد مرور أكثر من 4 أشهر اصبحت الشوارع تعاني من اكوام المخلفات من الاثاث التالف وهياكل السيارات المدمرة وغيرها. وزاد عابد الحربي انه اضطر لترميم بيته الذي دمره السيل على حسابه الخاص بعد ان طال انتظاره للتعويض. وتحدث أحمد الغامدي عن الازدحام المروري في فترة الذروة عند خروج الطلاب من وإلى مدارسهم مرجعا ذلك إلى مخلفات السيل وطفوحات المياه التي تظهر بين الحين والاخر، لافتا إلى ضرورة تكثيف أعمال الرش ومكافحة الحشرات وعلاج طفوحات الصرف الصحي. محلات تجارية مغلقة وفي شارع "جاك" ما تزال ابواب العديد من المحلات التجارية الخاوية مشرعة وحوائطها مهدمة، وعن ذلك يقول محمد سعيد الخالدي انه بصدد تقبيل محله بسبب مطالبة صاحب العقار بالايجار طيلة الفترة الماضية على الرغم من توقف النشاط التجاري في كامل الحي، وانصراف الكثير من الزبائن باتجاه احياء اخرى، واتفق معه ابراهيم عيسى ناجي مطالبا بتعويض اصحاب المحلات لمساعدتهم على إعادة الروح التجارية لشارع جاك. مساجد تحت الصيانة وفي ذات السياق ما يزال عدد من المساجد تحت الصيانة التي وصفها سعيد صباحي ب "البطيئة جدا"، لافتا إلى ان المسجد المجاور لبيته عاد لاستقبال المصلين ولكن تحت اصوات أعمال الصيانة والترميم، واضاف: “بالرغم من زيارة وزير الشؤون الاسلامية لمواقع عدد من المساجد ومشاهدته للدمار الذي لحق بها، الا انها الى الان تعاني من تبعات سيل الاربعاء. ومصاحف على قارعة الطريق وداخل بيت يبدو أن أهله غادروا الحي، تتكدس اعداد كبيرة من نسخ القرآن الكريم وتفاسيره وكتب الحديث النبوي الشريف، وهو الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام عن مدى الاستهتار الذي جعل تلك المطبوعات المقدسة تلقى على قارعة الطريق عرضة لعبث الصغار.