كانت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة على موعد مع المؤتمر الدولي للإرهاب والذي كان عنوانه (الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف) والذي رعاه صاحب السمو الملكي رجل الأمن الأول الأمير نايف بن عبدالعزيز وتمحورت أهدافه في العديد من النقاط منها أن الإرهاب يعتبر من الجرائم في هذا العصر ينتمي له المتلبسون بالدين، وأن الإرهاب ليس له دين ولا وطن، وأن هذا الدين بريء من هذا الفكر، إضافة إلى نقطة أساسية ومحورية وهي تعزيز الأمن الفكري داخل المجتمعات الإسلامية حتى تترسخ مفاهيم التسامح وثقافة الحوار، وحتى تظهر أسباب هذا الفكر الذي تأصل في هؤلاء الخوارج وبداية إن رعاية رجل الأمن نايف بن عبدالعزيز لهذا الملتقى في هذه الجامعة العريقة التي تعتبر منبر نور حضاري وعلمي وقد احتضنت العديد من الملتقيات والمؤتمرات العلمية والفكرية والإسلامية لا شك تمثل خطوة رائدة في ظل هذه الظروف التي نعيشها، والمرحلة الحرجة لهذا الفكر التي تمر بها أوطاننا مرور العواصف الصاخبة. فلقد كان ولا يزال وسيظل الأمن هو هاجس سموه ذلك الهاجس الذي عاش فيه سموه أطيب سنوات عمره وقد قدم خلالها لهذا الوطن المفهوم الشامل للأمن ودائماً ما يؤكد سموه على تعاون الجميع وبخاصة أصحاب الفكر والمؤسسات العاملة في الحقل الاجتماعي على إرساء الأمن وتأكيد المواطنة وتحقيق الوعي طريقاً للاستقرار والتنمية والتقدم، فحديث سموه في هذه النقاط حيث المسؤولية بوضوح لا تنقصه الصراحة وبصراحة لا ينقصها الوضوح. ونحن ندرك جميعاً وقوف قيادة هذا الوطن العزيز للتصدي لهذا الفكر الإرهابي بكل أشكاله وكانت سبّاقة للمصادقة على الاتفاقيات والمواثيق لمكافحة الإرهاب، وكانت كلمات الأمير فيصل بن مشعل بن سعود نائب أمير منطقة القصيم عن تنظيم هذه الجامعة لهذا المؤتمر كمؤسسة تعليمية محوراً لبرنامج الفعاليات.. يقول سمو الأمير تأتي أهمية التعليم ومؤسساته ومؤسسات التعليم العالي في صياغة الفكر ورسم مخططاته وتوجيهه الوجهة الصالحة والنيرة، ففي كل بقاع الأرض يتجه صانعوا القرار للجامعات ومراكز البحوث العلمية لأخذ مشورتها وفكرها في تصحيح المفاهيم والأفكار الخاطئة والخطوة الأهم أن أوراق المشاركين صبت جام غضبها على الإعلام الغربي وكانت كلماتهم فيها كثير من تحميل المسؤولية على هذا الإعلام المتناقض الذي شوّه صورة الإسلام خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر عندما قدم هذا الإعلام صورة كان يقصدها عن الإسلام والفرد المسلم. إلى جانب أن كثيرا من وسائل الإعلام الغربية دائماً ما تصف العرب بأنهم متخلفون أعداء للتقدم دمويون وغير ذلك كل الأوراق والبحوث والدراسات التي ستقدم من خلال هذا المؤتمر ستكون بمثابة البدء في التصدي لهذا الفكر، ولكن كلمات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية عند افتتاحه ورعايته هذا المؤتمر لها وقع خاص ومدلولات عديدة.. يقول رجل الأمن الأول.. إن اجتماعنا في هذا المؤتمر ليس لتشخيص الفكر المنحرف وتوظيف مخاطره فذلك معلوم بقدر علمنا وتفهمنا بتعاليم ديننا - ولكن المهم أن نضع تصوراً عملياً يعزز جهود إعادة المنحرف ومنع المستقيم أن ينحرف وهي مهمة لن تكون بالسهلة ولكنها ليست بالمستحيلة أمام عزائم المخلصين فالغلبة دائماً لأنصار الحق والهزيمة دوماً لأعوان الباطل ودعاة الضلال. يا سمو الأمير - ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.. ويكفينا فخراً واعتزازاً برجال الأمن في دحر هؤلاء الخونة والتصدي لهم ولشبكاتهم الغامضة، والإنجاز الأخير بإحباط المخطط الإرهابي سابقة لهذا الوطن الغالي، أدام المولى على وطننا نعمة الأمن الذي تعتبر أنت يا سمو الأمير المحور بعد الله عز وجل.