تحلم كل فتاة بحياة أسرية هادئة تقوم على أسس صحيحة لا تعكر صفوها أي مشاكل قد تنتج عن قلة الخبرة أو عدم وجود دراية بالحياة الزوجية وأصول التعامل مع الشريك في كافة المواقف المختلفة، وانطلاقا من هذا الاهتمام الذي أصبح لدى الكثير من الفتيات، تولدت فكرة إنشاء مركز “تراتيب” والذي تأسس انطلاقا من الإيمان بأن لكل منزل خطة وتصميم معياري محدد يتطلب من الفتاة فهمه ووضع خطة موائمة لبناء حياة أسرية ناجحة. لذلك أعتبر مركز “تراتيب” بجدة هو أول مركز يعتني بالأسرة والمجتمع وكل ما يرفع من شأنها ويؤهل أعضاءها لحياة سعيدة. نوف المطر مسؤولة التسويق بالمركز تبين أن “تراتيب” أخذ في أولوياته إعداد الدورات التدريبة وورش العمل التي يتضمنها المركز بدءا بدورة إعداد المقبلين على الزواج مرورا بدروات عمومية وشمولية في التربية وغيرها من الأمور الطبية والنفسية والدينية والاجتماعية والمهارية، إلى جانب أن المركز ركز على ان تكون بيئته مماثلة لبيئة المنزل، موضحة ان اختيار اسم “تراتيب” جاء من كون أن في حياتنا الكثير من الأولويات التي تحتاج إلى ترتيب بطريقة مناسبة وغير مرهقة. وحول وجود تعاون بين المركز وبعض الجهات ذات العلاقة أكدت المطر انه يوجد تعاون قائم بين مؤسسات أخرى تخص هذا المجال من تنمية أسرة ومجتمع، مشيرة إلى أن الكل يحمل نظرة تعاونية وليست تنافسية، حيث لا مجال للتنافس في خدمة المجتمع، وإنما يجب التكامل والتعاون. وأشارت نوف أن المرأة السعودية لا تفتقر لشي على العكس فهي واعية ودائما حضورها أقوى، وتسعى دوما لتطوير ذاتها، بخلاف مسألة أنها بمجتمع إلى حد ما يحد حدود بين الرجل والمرأة، فهذه يمكن أن تجعلها قليلا تجهل كيفية التعامل مع الجنس الآخر. وبينت نوف أن المركز يستقبل الكثير من الذين يريدون اكتساب مهارات وفنون وليس فقط الفتيات المقبلين على الزواج، مثال ذلك بعض الفتيات المبتعثات يأتون لدينا لأكتساب مهارات الطبخ والكي والترتيب ليعينهم ذلك في غربتهم. وعن عدم استطاعة كل الأهالي إدخال بناتهم لتلك الدورات لتأهليهم للزواج والحياة الأسرية أشارت أن المدارس تقوم بجزء مما نقوم به من تعليم الفتيات لأشياء كثيرة، لكن هنالك بعض الأشياء لم يتسع المجال لتعليمها وهنا يأتي دور المؤسسات التعليمية الاجتماعية كمركزنا وغيره ليكمل دور المدرسة، فهي مسألة سدد وقارب، والمدارس نجحت في إعداد أجيال كثيرة لكن يمكن أن نقول بأن أعداد الفتيات في المدارس لا تمكنهم من التطبيق بأنفسهم، أما أعداد الفتيات هنا لا يتعدى الفصل أكثر من 8 طالبات أو أقل. وحول رأيها عن دور الأسرة في تأسيس الأبناء أكدت نوف انه لا يوجد هنالك مركز أو مدرسة أو مؤسسة تستطيع أن تحل مكان الأسرة، فالأسرة هي القاعدة الأولى التي تنطلق منها أي فتاة أو فتى، وعلى كل أسرة أن تعي وتدرك حجم دورها في تربية أبنائها، أما دورنا فنحن عون ومساعد للأسرة والمدرسة، حيث يقدم المركز نصائحه عن طريق مختصين لاسيما في الأمور التي تحتاج لذلك، لكي تشعر الفتاة بالأمان وبأنها تأخذ المعلومة من مصدرها الصحيحة، فهنالك طبيبة أسنان، وطبيبة نساء وولادة، وأطفال، وأيضا في الجانب المهاري هنالك مختصون في الطهي والغسيل ومستلزمات المنزل وفن الأتكيت وما يميز تراتيب عن الغير أنها ورش عمل تقدم المعلومة وتطبيقاتها بشكل علمي صحيح بما يفيد الفتاة والأسرة والمجتمع.