قال الضَمِير المُتَكَلِّم : يقول الخبر الذي تسابقت وسائل الإعلام على بَثّه: (تربع اللاعب الأرجنتيني «ليونيل ميسي» (22) عاماً على صدارة ترتيب اللاعبين الأكثر دخلاً في العالم برصيد سنوي بلغ (33 مليون يورو)، بحسب تحقيق لمجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية). وأقول جعلني الله (نابغة جديداً في الكورة): من حق (ميسي) أن يتربع بل ويِنْسدح ويتشقق؛ فتدريباته يومية صباحية ومسائية؛ مهاراته خرافية، وناديه يكسب منه أضعاف ما يعطيه من شركات الرعاية والدعاية؛ ولكن ما يرفع الضغط ويِهِدّ الكبد غِبْطةً دون حسد (اللاعبون عندنا) -يالله من فضلك- المهارات (طِقّهَا والْحَقْهَا) (والنتائج الدولية: ثمانيات من كل الجهات؛ سَهَر وتِسِدّح وسفريات؛ ومع ذلك مُقَدمات عقودهم بملايين الريالات، ورواتبهم أكثر من أساتذة الجامعات (طبعاً نحن نتكلم في العموميات). المعلم المسكين يُبْحّ صوته في اليوم عدة ساعات، وأحياناً يتلقى شيئاً من اللكمات، وفي آخر الشهر يقبض أربعة أو خمسة آلاف من الريالات، ويمنعونه حقه في تحسين المستوى أو الدرجات. واللاعب يتدرب بعد أن يَشْبَع من نومه في اليوم ساعتين، ويلعب في الأسبوع مباراة أو مباراتين، وراتبه المعلن أكثر من المعلم بضعفين! المواطن الغلبان ليس عنده بيت، وأحياناً يَبَات جَوْعَان، وإذا مرض يمكن يموت ولم يأته الدور في مستشفى حكومي مرضان؛ واللاعب يهدى له بيت أو يُعْطى بدل سكن، وإذا أصابته شوكة نقلوه لأرقى المشافي في باريس أو لندن أو بلاد الرومان! الفقير يبحث هنا وهناك عن الصدقات ، واللاعب بعد كل مباراة يفوز بها تأتيه الشّرْهَات! اللاعب الموظف له الحق في الإجازات بالسنوات، والمواطن الموظف لو أجبرته الظروف على الغياب أو التأخر تلاحقه الخصومات! اللاعب نعم مواطن صالح، ولكنه من فئة سبع نجوم، وكثير من الموطنين ليلهم بلا نجوم؛ في ظل هذه المتغيرات؛ والظواهر الجديدة من الثقافات؛ هل يتحول مجتمعنا كله إلى لاعبي كُرَات؛ لينال تلك الهِبَات والمخصصات؛ ويصير (كُلّه يلعب على كُلّه) أقول لكم من بكره نبدأ التدريبات! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . فاكس : 048427595 [email protected]