يناقش مؤتمر الإرهاب بين فكر التطرف وتطرف الفكر الذي تنظمه الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أكثر من 83 بحثاً وورقة عمل تحاول الوقوف على ظاهرة الإرهاب والبحث عن أسبابها وعرض حلول مقترحة لعلاجها في تظاهرة دولية يشارك فيها باحثون من دول مختلفة وتستضيف عدداً من أبرز الشخصيات العلمية والثقافية والسياسية. - ففي ورقة مقدمة من الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة، أكد أن ما تصنعه فئة من المسلمين لا يلزم أن يكون إملاء شرعيًّا وأن الجمهرة الغالبة من المسلمين تقع تحت دائرة الاعتدال وضبط النفس مؤكداً أن تناول العنف والإرهاب لا ينبغي أن يلغي الحديث عن القضايا الأخرى. وناقش العودة في ورقته البحثية المقدمة لمؤتمر "الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف" أسباب وجود ظاهرة العنف والإرهاب بين الشباب المسلم وحلولها، مشيراً إلى أن تسبيب ظاهرة العنف يجب أن لا يكون مهرباً لتسويغها أو قبولها. وقد أشار د.العودة في ورقته البحثية إلى ثلاث مقدمات هامة وهي أن ما تصنعه فئة من المسلمين لا يلزم أن يكون إملاء شرعيًّا، وأن الجمهرة الغالبة من المسلمين تقع تحت دائرة الاعتدال وضبط النفس، وأن تناول العنف والإرهاب لا ينبغي أن يلغي الحديث عن القضايا الأخرى، وفي الفرع الثالث من الورقة والذي جاء بعنوان: الموقف من العنف والإرهاب، انتهى العودة إلى أن النصوص الشرعية من الكتاب والسنة كثيرة ومتضافرة في تحريم وتجريم البغي والنهي عن الفساد في الأرض ووعيد المفسدين والتحذير من الغلو في الدين والعبادة وذم العنف وأهله ومدح الرفق وأهله ومدح العدل والإنصاف والتوسط. وفي الفرع الرابع أوضح العودة الأسباب المنتجة للعنف وقسمها إلى: أسباب غير مباشرة وأسباب مباشرة. وأوضح العودة أن ملف التكفير ليس ملفاً للطوارئ يستخرجه الأئمة والمفتون والعلماء حين الحاجة إليه ثم يعود إلى أدراجه المغلقة، بل هو ثقافة إنسانية إسلامية يجب أن تظل حيّة في كل الأحوال وأن يتواصى العلماء والفقهاء بعرضها وتصريف الحديث عنها. .............................................................................................. إدخال مادة مكافحة الإرهاب في الجامعات العربية والإسلامية - كما يناقش المؤتمر بحثاً مقدماً من الدكتور فايز بن علي الجحني أستاذ الدراسات العليا بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية قدم فيه تصوراً مقترحاً لتقرير مادة مكافحة الإرهاب في الجامعات العربية والإسلامية، حيث بيّن أهمية تدريس مادة مكافحة الإرهاب وانتهى إلى أن من شأن تدريس هذه المادة تعزيز الأمن الفكري والاستقرار والحد من الإرهاب وترسيخ آفاق التعاون بين الجماهير والأجهزة الأمنية بما يخدم الأمن القومي. وفي بيانه لدور الجامعات العربية والإسلامية في تعزيز الأمن الفكري أوضح الجحني أن على الجامعات دوراً مهماً في تعميق الأمن الفكري وتحصين الأجيال ضد الانحراف الفكري والإرهاب من خلال تبصيرهم بخطورة الإرهاب والانحرافات الفكرية. وقد قدم لتعزيز دور الجامعات في هذا الخصوص عدداً من المقترحات الجديرة بالعناية. وكما قام الجحني بتوصيف مادة مكافحة الإرهاب وبيان الهدف منها وتوزيع مفردات منهجها على ساعات أسابيع الدراسة الفصلية، وقدم تجربة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في مجال مكافحة الإرهاب، ............................................................................................... إطلالة على لجان المناصحة ومناشطها المتعدِّدة - وفي بحث للدكتور سعيد بن مسفر الوادعي المنسق العلمي العام للجان المناصحة بالمملكة بعنوان "إطلالة على لجان المناصحة ومناشطها المتعدِّدة" استعرض الوادعي نشأة فكرة تكوين لجان المناصحة وتشكيلها الأول وبرنامج عملها المبدئي، وأوضح التقسيم الهيكلي للجان المناصحة، وهي: اللجنة المركزية وتتكون من ثلاث لجان فرعية هي: اللجنة الشرعية وتتكون من سبعة متخصصين شرعيين، اللجنة النفسية وتتكون من خمسة متخصصين نفسانيين واجتماعيين، واللجنة الأمنية وتتكون من عدد من رجال الأمن من ذوي العلاقة، وثاني لجان اللجنة التنظيمية: اللجان الميدانية المنتشرة في جميع مناطق المملكة وهي لجان شرعية نفسية اجتماعية لكل منها منسق شرعي يرأسها ويشرف على سير أعمالها في سجون منطقته. وذكر الوادعي آلية العمل في لجان المناصحة الميدانية، وقال إن المناصحة كانت في البداية مناصحة جماعية تلتقي فيها اللجنة بعدد من الموقوفين يتراوح بين : 4 – 6 موقوفين ، وبعد أن ثبت خطأ التجربة في المناصحة الجماعية ، تحولت المناصحة إلى مناصحة فردية ، بحيث يجلس الموقوف بمفرده في الجلسة الواحدة مع اللجنة، لمدة زمنية تتراوح بين الساعة والنصف إلى الساعتين، وبعدها تعد اللجنة تقريرها عن حالته بما تراه، وفي نهاية كل شهر تقوم لجان كل منطقة بإعداد تقرير شامل. وفي خاتمة البحث ألمح الوادعي إلى إعادة هيكلة لجان المناصحة بتحويلها إلى إدارة مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، كما أشار إلى أن هذه الإدارة الجديدة قد تفرع عنها العديد من الشعب التوعوية والنفسية والاجتماعية والإدارية والمالية وبرامج الرعاية.