هي ظاهرة آخذة في البروز بشكل ملفت للنظر وأصبح من المعتاد أن ترى أحد الشباب داخل المسجد وقد ارتدى زياً غربياً تناثرت فيه الكلمات المبهمة والرسومات الغريبة، أو أن يكون زياً رياضياً خطت على ظهره أسماء لاعبين غربيين وأرقامهم داخل الميدان، فما هو سبب انتشار هذه الظاهرة، وما هو رأي الدين فيها؟ وماذا يقول المختصون، وكيف يبرر الشباب أنفسهم؟ الرسالة حملت هذه الأسئلة ووضعتها أمام مجموعة من العلماء والدعاة والمربين وسألتهم عن سبب تفشي هذه المظاهر الغريبة وطرق علاجها والوقاية منها فأفادوا بالتالي: تقديس الآخرين بداية يوضح الدكتور ناصر بن محمد بن مشري وكيل كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى عدم جواز ارتداء تلك الملابس التي تكتب عليها العبارات السيئة والخادشة للحياء لا في الصلاة وقال: تكلم أهل العلم في هذا وهناك فتوى في هذا الأمر، وبعض الشباب هداهم الله يرتدون هذه الملابس التي فيها تشبه بالغرب وعليها أسماء أولئك الكفرة, والبعض الأخر يرتدي تلك الملابس الجديدة التي ظهرت مؤخرا والتي تخدش بالحياء مثل ما يسمى (طيحني) وغيرها وهي ملابس مخالفة للحياء ولا تستر العورة، ومن جهة أخرى نجد أن بعضها يحمل الصلب وتحمل عبارات فاحشة بلغات أجنبية أو كلمات غير معروفة. ومن الملابس ما يوجد مرسوم عليها بعض الرسومات التي تمثل معتقدات وعقائد معادية للإسلام والمسلمين وبالتالي لا تجوز لعدة أمور منها: أن فيها تشبه باليهود والنصارى، كما أنها تقديس لشعائر هؤلاء القوم، وفي مثل هذه الألفاظ نشر للفاحشة والرذيلة . وأكد مشري أن لجوء الشباب إلى مثل هذه الأشياء يعود إلى عدة جوانب منها جانب الجهل المنتشر بين الشباب، وكذلك التشبه بالغرب الذي قال فيع النبي صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم". وقال: هناك جانب مهم هو مشاهدة القنوات الفضائية وما يعرض فيها من لباس ومجون وخلاعة. هؤلاء الشباب لم يجدوا من يوجههم وللأسرة هنا دور كبير. ومضى مشري بالقول: ينبغي نصح التجار الذين يستوردون مثل هذه الملابس وإطلاعهم على الخطر الكبير الذي يترتب على مثل تلك الملابس التي يأتون بها إلى أولئك الشباب الذي لا يعي الأضرار المترتبة على ارتدائها. وأضاف مشري: هذه الظواهر يمكن علاجها عن طريق توعية الشباب ونشر الثقافات الدينية في أوساطهم. ولا ننسى أن المدرسة تلعب دوراً مهماً حيث أنها هي البيت الثقافي لهم وعليها عبء كبير في هذا الجانب. كما أن أئمة المساجد يقع على عاتقهم الكثير ويجب عليهم التوعية على أن مثل تلك الملابس لا يجوز لبسها ولا ينبغي أن تكون التوعية في صلاة الجمعة بل تكون بعد أي صلاة, وهنالك فتوى من هيئة كبار العلماء يمكن لإمام أي مسجد أن يستعين بها فيما يقول أو يعلقها في المسجد لعل الله أن ينفع بها شباب المسلمين وترشدهم إلى ما فيه الهداية والصواب. التشبه بالأعداء ومن ناحية أخرى أكد الشيخ إسماعيل بن علي النوري إمام وخطيب جامع عدنان الشربتلي أن من السلوكيات الخاطئة أن يؤدي بعض الشباب الصلاة بملابس خادشة للحياء مليئة بالعبارات السيئة التي تتضمن بعضها صوراً ورموزاً لا يعرف الكثير ما تعنيه من مدلولات. واستشهد قائلاً: إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستح فاصنع ما تشاء فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياءُ يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء ويمضي النوري قائلاً: أين هؤلاء من قول عمر رضي الله عنه: "إياكم والتنعم وزي أهل الشرك" ففي تشبه أفراد أمتنا بأعدائهم وغيرهم دليل على ضعف التزامهم وسلوكهم. فهذه السلوكيات الخاطئة من شبابنا الذين يرتدون تلك الملابس والموديلات المتنوعة من (طيحني) و (بابا سامحني) وغيرها وتلك الملابس التي تحمل في طياتها تلك العبارات التي قد تخدش الشرف وهم لا يعلمون بل ويصلون بها أيضاً، وبالتالي هي في الحقيقة مسخٌ في الأخلاق والفضائل وانحلال في القيم والثوابت. وختم النوري بالتساؤل: كيف يرضى الإنسان أن يصلي ويقف بين يدي رب العالمين بمثل هذه الملابس القذرة ذات العبارات المبهمة التي لا تعرف معانيها؟ وهي كذلك انحراف في الفطرة وانحطاط على حساب هذه الأمة، فلنتق الله يا إخوتي الكرام ولنحذر من الغفلة والتهاون فإن الإنسان إذا شب على شيء شاب عليه ولن يتمكن من الإقلاع عنه. الشذوذ وخدش الحياء من جانب آخر تقول الدكتورة ما جدة العمودي المتخصصة في علم النفس الإكلينيكي: في الآونة الأخيرة انتشرت هذه الملابس التي تحمل كلمات وصور غير لائقة وإباحية، لا تدل مثل هذه الملابس إلا على الرذيلة وخدش الحياء والبعد عن الدين، ومنها ما يدل على الجهل الذي يسيطر على من يرتدي مثل هذه الملابس وبالتالي هو شذوذ نفسي، فكل مسلم يصلي بين يدي ربه ينبغي ألا يصلى بمثل هذه الملابس السيئة التي تحمل عبارات مخلة بالآداب، وعلى المسلم أن يقابل ربه بالمظهر الحسن الجميل هذا هو ما علمنا إياه ديننا الإسلامي. وأكدت العمودي أن انتشار مل هذه الملابس يعود إلى المجتمع الذي يحيا وسطه الإنسان وإلى البيئة المحيطة والأصدقاء الذين لهم تأثير في أقرانهم، وتقول: المسؤولية تقع على عاتق الآباء والأمهات والتجار الذين يستوردون مثل هذه الملابس التي تسيء للأمة ، وعلى كل التجار الذين يستوردن هذه الملابس الاتفاق مع المؤسسات والشركات التي يستوردون منها على أن تكون بضائعهم جميلة ولائقة بهذا المجتمع المسلم. وتختم العمودي بالقول: هناك دور أساسي ومفصلي يقع على عاتق المعلمين، لأنهم أكثر التصاقاً بالطلاب وعليهم أن يرفعوا من درجة وعيهم، كما يجب أن تكون هناك نوادي للشباب توفر لهم الثقافة وتوضح لهم الجوانب الإيجابية التي يمكنهم المشاركة فيها، والجوانب السلبية التي عليهم اجتنابها وتفاديها، وعلى الشباب أن يسألوا المختصين في اللغة الانجليزية أو أي لغة تكتب على تلك الملابس لمعرفة معاني تلك الكلمات التي ستكون معلقة على ظهورهم وصدورهم. غياب المربين من جهة أخرى توضح الأستاذة مها فتيحي عضو مجلس السيدة خديجة بنت خويلد أنه لا يجوز للشباب أن يرتدوا مثل هذه الملابس لا في المسجد ولا في غيره، وتقول: أين المسؤولين عن دخول مثل هذه الملابس إلى الأسواق؟ وأين المربين من ارتداء أبنائهم أو طلابهم لها؟ ومضت فتيحي بالقول: الصلاة بالملابس التي تحمل كلمات خادشة للحياء ومعتقدات منحرفة وأسماء لأشخاص غير مسلمين من لاعبين وعيرهم فإن ذلك يدل على هشاشة في فكر هؤلاء الناس وضعف المربين الذين ما استطاعوا أن يجعلوا للشباب القدرة على أن يميزوا في الملابس التي يرتدوها. وختمت فتيحي بالقول: الحل لمثل هذه الظواهر يكون في نشر الوعي وإشغال الشباب بما هو مفيد لهم، ولكن عندما تكون القدوة في لاعب أو ممثل أو مغن فيقلدوهم ويقتدون بهم فهنا تكون المشكلة. والشباب يبررون: ملابس عادية ولا تصادم قيم المجتمع.