يروي صاحب كتاب «جواسيس جدعون» قصة اغتيال الشهيد فتحي الشقاقي بالقول إنه تم وضع التكتيكات الخاصة باغتياله يوم 24 أكتوبر 1995، وكان الشقاقي قد وصل، مثل محمود المبحوح، إلى قمة قائمة أهداف الموساد نتيجة لهجماته ضد اسرائيل. وقد غادر اثنان من عملاء الموساد « -اسماهما الحركيان جيل وران- تل أبيب على متن رحلتين جويتين مختلفتين. فطار ران إلى أثينا، وطار جيل إلى روما. وفي كل مطار، كانوا يأخذون جوازات سفر بريطانية أخرى من «مساعد» محلي. ووصل الرجلان إلى مالطا في ساعة متأخرة بعد الظهر، وحجزا في «فندق ديبلومات» الذي يطل على ميناء فاليتا. في ذلك المساء، سلم «مساعد» دراجة نارية لرايان الذي أخبر موظفي الفندق بأنه يخطط لاستخدامها للتجوال في أنحاء الجزيرة. وفي الوقت نفسه، كانت سفينة شحن أبحرت في اليوم السابق من حيفا متجهة إلى إيطاليا، قد أرسلت برقية باللاسيلكي إلى سلطات الموانئ المالطية، تقول إنها تعاني من مشكلات في المحرك. وبينما يتم إصلاحها، ألقت بمرساتها في مياه الجزيرة. وعلى متن القارب كان هناك فريق صغير من تقنيي اتصالات الموساد. وقد أقام هؤلاء صلة التخابر مع جهاز اللاسلكي في حقيبة ملابس جيل. كان الشقاقي قد وصل بواسطة العبارة البحرية من طرابلس، عاصمة ليبيا، حيث كان يناقش مع العقيد القذافي ما اقتنع الموساد بأنه كان هجوماً إرهابياً. وقد انتظره عميلا الموساد حتى يسير إلى جانب المياه، ثم قاد ران وجيل الدراجة النارية، وأطلق جيل ست طلقات على فتحي الشقاقي في رأسه.وعندما جاءت الشرطة لتفتش غرفة نوم الشقاقي في الفندق، وجدوا عبارة «أرجو عدم الإزعاج» مثبتة على بابها -وهو نفس العبارة التي وجدت معلقة على باب غرفة المبحوح بعد قتله.