توطئة: كثيرًا ما نسمع عن رجل مسن تزوّج من فتاة شابة في مقتبل العمر وزهرة الشباب، بعض هذه الزيجات إما أن تكون طمعًا في مال أو جاه من أهل الفتاة، وقليل جدًّا عن قناعة ورضا. ولا شك أن فارق السن يشكّل عقبة أمام نجاح هذه الزيجات.. ولأني أعتبر هذا الزواج غير متكافئ، تخيّلت مسنًّا تقدم لخطبة فتاة في العشرينات فصدت عنه، وتقبّل الخاطب رفضها بروح رياضية كما يقولون، وعبّر عن ذلك نظمًا بالقصيدة التالية: أسباب صدّك أنّي “يا بعد روحي” أصبحتُ شيخًا عديم الحسِّ والرّوح وأنّني أذرعُ السبعين مُكتئبًا والعظم في وهنٍ هشٍ ومطروح وأنّ من حمل السّبعين كاهلهُ -من ثُقلها- عاجزٌ يمشي كدلبوحِ(1) لا نفع فيه ولا تُرجَى نوازعُهُ وجوفه يشتكي من عاصف الريح وأنت لا زلت في العشرين طامحةٍ إلى فتيٍّ صليب العود دملوح تَفْتر بسمتُه عن منظرٍ ألقٍ وإن تجانف(2) لا يأتي بمقبوح نهارُه مشرقٌ يقضيه مبتهجًا وليلُه في مناجاةٍ وتسبيح فذاك أفضل من شيخٍ به عللٌ أقصى مُناهُ ظِلالٌ في ذرى الدّوح. ---------------- (1) كدلبوح: نقول: دلبح دلبحة فهو دبلوح أي محمي الظهر ماطي الرأس. (معجم متن اللغة) (2) تجانف: من أجنف جنفًا نقول أجنف في الأمر إذا جار أو مال أو حاد عن الحق (معجم متن اللغة)