تسعى باكستان إلى اقناع الولاياتالمتحدة بمنحها بعض الامتيازات في أفغانستان اليوم في أول حوار استراتيجي مع الحكومة الأمريكية على المستوى الوزاري. وكان للعمليات الناجحة ضد المسلحين العام الماضي في وادي سوات ووزيرستان الجنوبية وكذلك تصعيد النشاطات ضد كبار قادة طالبان أفغانستان خلال الأسابيع الأخيرة أثر إيجابي حيث حازت تقدير الجانب الأمريكي ومن المتوقع أن يكون لها دور إيجابي يعضد مطالب باكستان لدى واشنطن وفي الوقت الذي تتحرك فيه أفغانستان ببطء نحو التوصل إلى تسوية سياسية مع طالبان ، تبدو باكستان حريصة بشكل متزايد على تأمين مصالحها الاستراتيجية مع البلد الذي يموج بالاضطرابات خلال المحادثات رفيعة المستوى المزمع إجراؤها هذا الأسبوع مع مسئولين أمريكيين، وتريد باكستان دورا فاعلا في محادثات السلام الأفغانية التي قد تسفر عن ظهور حكومة ائتلاف ذات قاعدة موسعة تشمل طالبان والجماعات المسلحة الأخرى، وتؤيد الولاياتالمتحدة المفاوضات التي تقودها أفغانستان مع المتمردين طالما أن كل من يشارك في العملية السياسية ينبذ العنف ويقبل بحكم القانونوقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية بي جيه كراولي للصحفيين في واشنطن الاثنين:" إن ما يشغلنا...ويشغل أفغانستان هو أن يوقفوا دعمهم للمتمردين .. أن يعيشوا وفق الدستور الأفغاني ..وأن ينبذوا العنف ويقطعوا كل ما يربطهم بصلة مع القاعدة أو المنظمات الارهابية"، يقود الوفد الباكستاني وزير الخارجية شاه محمود قريشي ويضم كلا من قائد الجيش الجنرال أشفق برفيز كياني ورئيس جهاز الاستخبارات أحمد شوجا باشا ووزير الدفاع أحمد مختار. ويقود المحادثات من الجانب الأمريكي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومعها وزير الدفاع روبرت جيتس ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأدميرال مايكل مولن. ويضم جدول أعمال الحوار الذي سيستمر يومين قضايا عسكرية واجتماعية- اقتصادية مثل الزراعة والاتصالات والدبلوماسية العامة والتجارة والطاقة والمياه لكن القضايا المدنية سيكون لها موقع الصدارة. وقال حسن عسكري ريزفي وهو محلل سياسي باكستاني بارز عمل كأستاذ زائر لجامعة كولومبيا في نيويورك :" ستكون أفغانستان على رأس جدول الأعمال..وستعتمد المحادثات في باقي القضايا على مدى التوافق الذي سيتوصل إليه الطرفان في القضية المحورية..أفغانستان". وقال دبلوماسي باكستاني كبير طلب عدم ذكر اسمه إن هناك اتفاق بين الطرفين على موضوع واحد على الأقل، كلا البلدين لا يريد أن يتم تحاشيه من قبل حلفائه القدامى، باكستان من قبل طالبان أفغانستانوالولاياتالمتحدة من قبل الرئيس الأفغاني حامد كرزاي. يقول رسول بوكس رئيس العالم السياسي البارز بجامعة لاهور للعلوم الادارية إن باكستان تريد تأكيدات بأن واشنطن لن تترك المنطقة بمجرد أن تتحقق لها أهدافها من الحرب ضد الارهاب كما حدث بعد إخراج القوات السوفيتية من كابول عام 1990، وأضاف "لم يترك ذلك الخطأ الأمريكي أمام باكستان الفقيرة سوى خيار واحد هو دعم طالبان التي ظهرت كقوة يمكنها السيطرة على الجماعات الجهادية التي تقاتل بعضها البعض من أجل تولي زمام الأمور في كابول..بعد سنوات من انسحاب الاتحاد السوفيتي"