كشف وكيل وزارة الخارجية اليمنية للشؤون الإفريقية والعربية والآسيوية ل"المدينة" انه تم الانتهاء من تجهيز المركز البحري الإقليمي لمكافحة القرصنة البحرية في البحر الأحمر والمحيط الهندي وخليج عدن والخليج العربي. وقال السفير علي العياشي: إن بلاده انتهت من تجهيز المركز الخاص بتبادل المعلومات حول القرصنة البحرية وسيتم افتتاحه خلال النصف الأول من العام الجاري. مشيراً إلى أن إنشاء المركز جاء تنفيذاً لمقررات اجتماع جيبوتي الذي انعقد برعاية المنظومة البحرية الدولية أواخر العام الماضي، والذي اقر فيه المشاركون "مدونة سلوك" لمكافحة القرصنة وبموجبها تم إقرار إنشاء ثلاثة مراكز إقليمية بحرية لتبادل المعلومات حول القرصنة في كل من اليمن وتنزانيا وكينيا ومركز رابع للتدريب في جيبوتي. وأكد المسؤول الدبلوماسي اليمني ان إنشاء هذه المراكز والتعاون دول المطلة على ممر الملاحة الدولية سيحد من ظاهرة القرصنة البحرية التي برزت في السنوات الأخيرة كتحد كبير يهدد الأمن الإقليمي برمته. وقال المسؤول اليمني انه إذا ما أراد القادة العرب حماية مياههم الإقليمية وأمنهم القومي عليهم أن يناقشوا في قمتهم ال"22" التي تستضيفها مدينة سرت الليبية يوم الجمعة المقبل، تدهور الأوضاع في الصومال الشقيق التي انعكست تداعياته على الأمن القومي العربي والخروج بقرارات لدعم الحكومة الصومالية. وأضاف أن الوضع غير المستقر في الصومال يشكل تهديداً على الأمن الإقليمي العربي، ولاسيما انتشار ظاهرة القرصنة البحرية وتدفق اللاجئين بأعداد كبيرة على دول الإقليم وما صاحبهما من تشكل ظواهر خطيرة ترتبط بعملية الهجرة غير المشروعة عبر الحدود الوطنية لدول الإقليم وتهريب الأسلحة والمخدرات وهو ما يمثل حالة من خلط الأوراق، وسبباً رئيسياً لتدفق الأساطيل الأجنبية إلى المنطقة وتعزيز تواجدها في البحر الأحمر والخليج العربي على نحو غير مسبوق.. مشيراً إلى أن هذا ما يعد تهديداً وتحدياً خطيراً لأمن وسلامة دول المنطقة، فضلاً عن ظاهرة الإرهاب التي تزامنت مع تشكل بؤر جديدة لنشاط هذه الجماعات في الصومال. من جهة أخرى حذرت مصادر استخباراتية أمريكية السفن التجارية والعسكرية التي تبحر قبالة السواحل اليمنية من تعرضها لهجمات قد يشنها مسلحو تنظيم القاعدة. ويرى مراقبون انها هي المعلومات نفسها التي نقلها مسؤول الاستخبارات في وزارة الدفاع الامريكية جميس كلابر الى صنعاء، والذي استقبله الرئيس اليمني علي عبدالله صالح -امس الاول في صنعاء- والوفد المرافق له الذي يزور اليمن حاليا، الا انه وبحسب موقع وزارة الدفاع اليمنية فإن الرئيس بحث مع المسؤول الامريكي العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك وفي مقدمتها التعاون في المجال الأمني والتدريب ومكافحة الإرهاب وخفر السواحل.. كما تناول البحث الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والأوضاع في الصومال وجهود مكافحة القرصنة. وقال مكتب الاستخبارات في البحرية الأمريكية -الاثنين- إن هناك معلومات "تقترح أن القاعدة مهتمة بشن هجمات بحرية" على السفن التجارية والعسكرية، في "مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وخليج عدن". ولم يوضح طبيعة تلك الهجمات، وكيف سيتم تنفيذها، لكنهم قالوا إنها قد تكون شبيهة بتلك التي تعرضت لها المدمرة الأمريكية "يو أس أس كول،" في أكتوبر أول عام 2000. فيما قال توماس كونتريمان، مساعد وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون الأمنية والسياسية- السبت الماضي، إنه من الخطأ الربط بين عمليات القرصنة وتنظيم القاعدة، ولكنه أقر بأن الأخير قد يلجأ لهذا الأسلوب بهدف جمع المال اللازم لعملياته، بعدما "تورط في شبكات للاتجار بالبشر والمخدرات والسلاح"، على حد تعبيره. وقال: "لقد سبق للقاعدة إن استخدمت شبكات إجرامية مثل نقل المخدرات والأسلحة والبشر، وهم قد ينظرون إلى إمكانية القرصنة إن توفر لهم ذلك، ولكن اعتبار أن عمليات خطف السفن مرتبطة قطعاً بالإرهاب لا يساعد سياسياً على تحديد المشكلة ومعالجتها". وكان جناح تنظيم القاعدة في اليمن دعا في تسجيل صوتي في فبراير، إلى "استهداف المصالح الغربية المنتشرة في الجزيرة العربية،" وطالب بالاستعداد لحرب مقبلة تستهدف التنظيم في اليمن بمشاركة أمريكية غير مباشرة. وكشف الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة بالجزيرة العربية،" السعودي سعيد الشهري، عن اهتمام القاعدة بالسيطرة على مضيق باب المندب، معتبراً أن ذلك "سيغلق الباب ويضيّق الخناق على اليهود،" ودعا المسلحين في اليمن إلى مواصلة القتال.