شهد اللقاء العلمي الشهري الاول الذي نظمته كلية الاداب والعلوم الانساية في جامعة الملك عبدالعزيز بالاشتراك مع وحدة دراسات البحر الاحمر تحت عنوان «جدة التاريخية مجتمع وحضارة»، حالة شد وجذب بعدما وصف الدكتور عبدالرحمن بن سعد العرابي استاذ علم التاريخ خلال مشاركته في اللقاء، جدة ب “العجوز” التي عفا عليها الزمن وأنها لم تعد تمتلك مقومات المدينة الدائمة، وهو الامر الذي عارضه عدد من المشاركين في اللقاء، مؤكدين أن جدة ستبقى عروسا حتى وان جار عليها الزمان. ورد الدكتور هاني مهنا العبدلي على وصف د. العرابي بأبيات شعر امتدح فيها جدة غير انه في النهاية تحدث عما تعانيه هذه المدينة من مشاكل وكوارث خاصة في الفترة الاخيرة. وبدأ اللقاء العلمي بورقة عمل قدمها الدكتور هاني بن مهنا العبدلي تحدث فيها عن تاريخ جدة منذ العصور الاولى والتطور الذي عاشته عبر مئات السنين وكيف كانت الحياة فيها كأحد المواقع التجارية الهامة،مشيرا في ورقته إلى أن جدة كانت عبارة عن مخزن لأهل مكة مستشهدا بذلك عندما افتدى أحد الاسرى نفسه برماحه التي كان يخزنها في جدة. وشهدت المشاركة الثانية التي قدمها الدكتور عبد الرحمن العرابي مداخلات اعتراضية بعد أن وصف جدة ب “العجوز”، مشيرا الى انها لم تعد المدينة الدائمة للحياة لما تعانيه من مشاكل في البنى التحتية والحوادث الاخيرة التي لحقت بها، وكذلك وجود بحيرة الصرف التي اصبحت سمة سلبية من سماتها، وبسببها بات اهالي المدينة يعيشون في قلق دائم بسبب وجود هذه البحيرة، وكذلك مشاكل توفر المياه مستعرضا حوادث شهدتها جدة والتي من خلالها تم اطلاق اسماء بعض الاحياء مثل تسمية حارة المظلوم بهذا الاسم بعد مقتل عبد الملك البرزنجي من قبل سلاطين الدولة العثمانية وكتب على الجدار كلمة مظلوم بدماء القتيل لحظة تطاير دمائه. بعدها قدمت الدكتورة امال بن برهان عاكف فلمبان الأستاذ المشارك بقسم علم الاجتماع مشاركتها في اللقاء والتي كان محورها عن التراث الاجتماعي لجدة واهلها مستعرضة ما يتميزون به وحياتهم وتأثرهم بالوافدين اليها مع المحافظة على الصفات الاساسية لديهم، متحدثة في ورقتها عن دخول الملك عبد العزيز إلى جدة وخطابه لاهلها عام 1344 ه واستقبال عائلة زينل وعائلة نصيف له عند ابرق الرغامة التي كانت تبعد عنها بحوالى 14 كلم تقريبا في حينه، وتحدثت ايضا عن الحال التاريخي لجدة وما تمتاز به من مواقع تاريخية مثل بيت نصيف الذي أقام به الملك عبد العزيز 10 اعوام , كما تحدثت عن سكان جدة وصفاتهم وطبيعتهم. بعد ذلك استمع الجميع لقصيدة شعرية ألقتها الدكتورة اشجان محمد حسين عبدالله هندي الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية عن جدة ومحاسنها وجمالها، ليتيح بعدها رئيس اللقاء المداخلات للمشاركين في اللقاء من قسمي الطلاب والطالبات، والتي كان معظمها حول اختلاف الاراء على تسمية جدة ب “العجوز” بدلا من العروس.