إذا كان لطلابنا المبتعثين في الخارج مكانة خاصة لما يحملوه على كاهلهم من مسؤوليات عدة، منها تمثيل الوطن في بلدان الإقامة، والاعتماد على النفس في الحياة والدراسة، وأيضا لإنجاز المهمة التي خصتهم بها بلادهم بنجاح وتميز، فإن تلك المكانة التي تزداد تأكيدا وعمقا إذا كانت المبتعثة فتاة. حيث تحتل الفتاة السعودية العديد من مقاعد الابتعاث في العديد من دول العالم، وقد أكدت من خلال مواقعها في كل البلدان العربية أو الأجنبية، إنها على قدر المسؤولية، حيث اجتهدن في الدراسة والتحصيل والاعتماد على النفس وإثبات الذات وتمثيل الوطن تمثيلا مشرفا على كافة المستويات. وفي بيروت التقت «المدينة» طالبتين تدرسان في الجامعة اللبنانية الامريكية، لنتعرف من خلالهما عن تجربة الغربة والدراسة، وشجون الابتعاد عن الأهل وتحمل مسؤولية الحياة والدراسة معا، فكيف عبرتا عن ذلك؟ هذا ما نعرفه من هذا الموضوع: تقول الطالبة دانية الشماسي طالبة إدارة الاعمال إن البداية كانت الأصعب، ولكن بعد حوالى شهرين تعودت على الاجواء في لبنان والحمدلله. وتتحدث دانية عن فوائد الابتعاث فتقول: للابتعاث فوائد رائعة ظهرت نتائجها في تكويني، حيث أصبحت املك شخصية مستقلة وقوية وأصبحت أواجه مشاكلي بنفسي وأجد الحل فيها أيضا بنفسي دون ان اشارك اهلي في حلها في أحيان كثيرة.. فهنا اعتمدت على نفسي في كل شيء، حيث اخرج من سكني إلى الجامعة بمفردي واعود بمفردي رغم وجود محرم معي إلا ان الحياة في خارج المملكة تجبرك على الاعتماد على النفس، وهذا اهم ما تعلمناه في الخارج. وتشاركها في الرأي زميلتها الطالبة إيمان آل خاطر، فتقول: أصبحنا نملك شخصيات مستقلة، حيث ساهمت الغربة فينا بأننا أصبحنا ندافع عن حقوقنا بأنفسنا دون الاستناد إلى رجل في استرداد الحق. لذلك فالحق أن الابتعاث قد ساهم وبشكل كبير في إعادة تشكيل شخصيتنا، وخاصة ان الفتاة السعودية اعتادت على أن قرارها ليس بيدها. وتحدثت الطالبتان عن كيفية قضاء اوقاتهما خلال العام الدراسي، فتقول دانية: ان الاحتكاك مع الشعب اللبناني والذي يختلف كثيرا عن الشعب السعودي ساهم بشكل كبير في إفهامنا كيفية التعامل مع الناس. وتضيف إيمان: من المؤكد أن الابتعاث فرصة رائعة للفتاة السعودية، في أن تتعلم وتكسب ثقتها في نفسها وأن ترى العالم بمنظور آخر، ففي الغربة تعرف الفتاة السعودية قيمة إخوانها، حيث تفتقد «الدلع» السعودي -تقولها ضاحكة- وهي أن الاخ يقوم بكل شيء لأخته. أما هنا فأنا أقوم بكل شيء بنفسي. وعن الاجواء الدراسية تقول دانية: نحن معنيون دائما في أن نجعل علم بلدنا يرفرف عاليا، وهذه من اهم الدوافع التي تجعلنا نجد ونجتهد، وكذلك نحرص أن تفتخر بنا أسرنا، وأيضا نحقق ذاتنا وألا نفشل أبدا. وهذه كفيلة بأن تجعلنا ننجح في الدراسة والحياة، وخاصة أننا فتيات وهو حمل كبير علينا، ولكن إن شاء الله نكون عند حسن ظن الأهل والوطن.