أضحى “رمز الكرم” لدى العائلة السعودية هماً على الأسرة التي تستهلكه بشكل شبه يومي، وبعد ان كان عنواناً للكرم ووجبة الفقراء والاغنياء اصبح “الأرز” المتأرجح في سعره يسبب القلق لميزانية الأسرة السعودية وربطه البعض منهم بمؤشر سوق الاسهم وتحركاته الارتفاعية والانخفاضية المتواصلة. “الارز” وهو الوجبة الرئيسية في المائة السعودية حتى اصبحت “الكبسة” عنصر اساسي من عناصر تكوين هذه المائدة في كل يوم وكل المناسبات والاعراس التي لاتخلو من الولائم وهي بالدرجة الأولى الارز. وفي الآونة الاخيرة كانت اسعار الارز المتقلبة بين ارتفاع وانخفاض تسبب صداعاً للأسر السعودية. “المدينة” تجولت في المتاجر الكبيرة لبيع الارز والتقت مع المواطنين الذين يشترون الارز وكذلك اصحاب هذة المتاجر والمطابخ والمطاعم الشعبية. فهد سالم السفياني وجدناه في احد المحلات الكبيرة بالطائف يشتري كيساً من الأرز وسألناه، عن الاسعار التي اشترى بها فقال “ان الاسعار بدأت في الارتفاع من جديد، حيث اشتريت أرز “ابو سيوف” حجم 10 كيلوات بسعر 59 ريالا مع العلم انة قبل شهر من الان كان بسعره 50 ريالا، وخلال حديث السفياني تداخل معنا عادل محمد على (احد العاملين في هذا المتجر) وقال: بالفعل اسعار الارز بدأت بالزيادة بشكل واضح، حيث كنا نبيع أرز “ابو بنت” حجم 10 كيلوات بسعر 38 ريالاً قبل نحو شهر ونصف واليوم يباع بسعر 44 ريالا، وكذلك أرز “ابو سيوف” كما اوضح المشتري السفياني الان بسعر 59 ريال وهذان النوعان من الارز هما الاكثر طلبا ومبيعا من المواطنين. في مركز اخر للمواد الغذائية أكد عزمي مصطفى زيادة الاسعار في الارز بشكل ملحوظ خلال الفترة الاخيرة من قبل الموردين الرئيسيين الذين يتم الشراء منهم، ولايعرف عزمي (على حد قوله) الاسباب الرئيسية لهذه الارتفاعات المتواصلة للأرز ، ويشير عزمي الى ان ارتفاعات تتراوح بين ريال الى ريالين احياناً على بعض الاصناف التي يتم الحصول عليها من موردين في الطائف بالمقارنة مع سعرها في جدة. وعلى الرغم من ان عزمي مصطفى يؤكد ان هناك اصنافاً لم تتغير اسعارها او ان الارتفاعات التي شهدتها تعتبر قليلة بالمقارنة مع الاخرى، ولكنها أقل طلباً لذلك لايقبل عليها المستهلكون، ولذلك يرى سعد المالكي (احد المتسوقين في مركز تجاري) ان الاذواق لدى المستهلكين تختلف بين الناس ولو ان معظم المواطنين السعوديين يفضلون انواعاً محددة من الأرز . وقال ان ارتفاع الاسعار ليس بجديد على المواطن السعودي وللاسف ان ضعف الرقابة التي تكاد تكون مفقودة في الاسواق اضافة الى التفاوت الواضح في الاسعار بين المحلات التجارية وهذا دليل على ضعف الرقابة وجشع بعض التجار. المواطن سعد الحارثي في مركز اخر للتسوق جاء حديثه متفقاً مع ما قاله المالكي بل وتجاوز الى اتهام بعض التجار باستغلال ضعف الرقابة في الاسواق من قبل التجارة والتحكم بالاسعار ويرفعونها حسب مزاجاتهم. وفي المطابخ والمطاعم الشعبية ظهر الانزعاج بشدة من قبل اصحاب هذه المطاعم والذين اشتكوا بشكل واضح من انخفاض هامش الربحية الذي يحصلون عليه من مطاعمهم حتى وصلت الى حد الخسائر لبعضهم من جراء هذا الارتفاع المتواصل للارز حتى ان ولائم المناسبات والتي اشتهرت في الطائف بالسليق الطائفي تعرض الطلب عليه للانحدار بسبب ارتفاع الاسعار. فيقول عدنان محمد القرشي (صاحب احد المطاعم) انه كان يعمل السليق بسعر 100 ريال فقط اما الان فسعر السليق للذبيحة الواحدة ارتفع الى سعر 130 ريال. واكد ان السبب في ارتفاع اسعار الارز ، حيث ان أرز ابو سيوف (الذي يعتبر عنصر اساسي في السليق) وزن 45 كيلو يكلف الان 218 ريالا اما نوع المزة (الذي يستخدم للمندي والبخاري) فيكلف الان 240 ريالا. ويتفق معه ايضا عواض بن بادي وهو صاحب مطعم اخر فيقول للاسف ان الارتفاع في اسعار الارز اجبرنا على زيادة اسعارنا وكذلك التضحية بجزء كبير من هامش الربح الذي كنا نحصل عليه من نشاطنا في المطاعم.