بين الصمت والكلام الدبلوماسى دار ردّ المرشحين لتولى مشيخة الأزهر على سؤال (المدينة) عن ترشيحهم لخلافة فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوى الذى وافته المنية بمطار الرياض ودفن بالبقيع . واكتفى د. علي جمعة مفتي مصر وعضو مجمع البحوث الإسلامية وأقرب المرشحين لخلافة د.طنطاوي بقوله : إن الحديث عمن سيتولى منصب شيخ الأزهر سابق لأوانه ،خاصة وأن رحيل د.محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر لم يمض عليه سوى أيام قليلة ومن ثم فمن الصعب التكهن بمن يمكن أن يخلفه في هذا المنصب ،وقال جمعة على صعيدي الشخصي فإنني أرى أن أي عالم ستتفق الدولة على توليه مهام مشيخة الأزهر سيكون مرحبا به من قبل باقي علماء مصر والعالم الإسلامي هذا من ناحية،ومن ناحية أخرى لابد أن يكون مستعداً لحمل مسؤولية ثقيلة فمنصب شيخ الأزهر ليس بالأمر السهل فمن سيخلف د. طنطاوي سيكون مسؤولاً أمام الله عن إبداء الرأي في كل مايخص شؤون المسلمين في كل مكان وهذا ليس بالأمر السهل. ويبدو أن الرد كان جاهزاً لدى د. أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية وثاني أقرب المرشحين إذ بادر بالتأكيد على أن تولي المنصب قرار سيادي وليس لأحد التكهن به،ونحن جميعاً ننتظر صدور القرار الرسمي بذلك ،ولكن في نفس الوقت نحن جميعاً في هذه الفترة يجب ألا ننشغل بمن سيكون خليفة للدكتور طنطاوي بقدر انشغالنا بفجيعتنا في رحيل هذا العالم الجليل الذي ملأ الدنيا بعلمه وكانت له آراؤه الثاقبة في معظم القضايا التي تهم شؤون المسلمين،مطالباً وسائل الإعلام بضرورة الكف عن هذه الموجة المستمرة بالترشيح لمنصب شيخ الأزهر ،لأن هذا المنصب ليس بالأمر الهيّن حتى يتحدث عنه الإعلاميون بهذه الطريقة المستفزة من وقت لآخر ويرشحون له حسب أهوائهم،وينسجون القصص والمقابلات التي لم تحدث مطلقاً كتلك القصة التي تم نسجها حولي أنا شخصياً بأنني التقيت الدكتور. أحمد نظيف رئيس الوزراء لهذا الخصوص وهو الأمر الذي لم يكن له أي وجود على أرض الواقع ،لذلك نطالب الجميع بالكف عن هذه الترشيحات إلى أن يصدر القرار ويجب أن ينشغل الجميع بالفقيد وليس بالمنصب الشاغر. وآثر د. أحمد عمر هاشم رئيس اللجنة الدينية بالبرلمان المصري وعضو مجمع البحوث الإسلامية المنصب الصمت، فى البداية ثم قال إن تكهن أي شخص بخلافة د.طنطاوي في مشيخة الأزهر أمر غير مقبول على الأقل في الوقت الحالي . يذكر أن الترشيحات لخلافة د. محمد سيد طنطاوي في تولي مهام منصب شيخ الأزهر انتقل من الشارع المصري والعربي والإسلامي إلى وسائل الإعلام العالمية حيث رأت مجلة دير شبيجل الألمانية، أن الشخصية الأوفر حظا لخلافة شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوى هو الداعية والعالم الأزهري الشيخ خالد الجندي، فيما ذهبت نيوزويك الأمريكية إلى أبعد من ذلك حين رشحت الشيخ الدكتور يوسف القرضاوى،ومن ناحية أخرى بدأت تلوح في الأفق قضية أخرى فجّرتها وفاة د. طنطاوي المفاجئة وهي هل يكون منصب شيخ الأزهر بالتعيين أم الانتخاب ولن تحسم كل هذه الأمور إلا بصدور القرار النهائي بتعيين شيخ الأزهر الجديد.