أطلق صندوق تنمية الموارد البشرية مشروعا للاستعانة بمكاتب التوظيف الوهمية عفواً الأهلية بهدف زيادة فرص التوظيف بالقطاع الخاص وتسهيل الترشيح من خلال المساهمة في التقريب بين طالبي العمل والشركات ( ياعيني على التقريب ) حيث أثبتت الدراسات أن عملية التوظيف التقليدية أو العشوائية التي تتم عن طريق الترشيح كتابيا تنتهي بخروج طالب العمل من البيئة الوظيفية خلال الثلاثة أشهر الأولى إضافة إلى توكيل تلك المكاتب بالمتابعة والملاحقة ( ياليت تستعينون بالدوريات ) لمن يتم توظيفهم وكشف أسباب التسرب الوظيفي بتلك المنشآت الخاصة سواء كانت الأسباب من طالبي العمل أو بيئة العمل الطاردة بالقطاع الخاص. ذكرني هذا المشروع بمن يقتل القتيل ويمشي في جنازته والحقيقة أن المشروع اعتراف ضمني لفتور العلاقة بين جهات التوظيف بالتنظيم الوطني للتدريب المشترك على ما أرى أدت إلى مواصلة ضياع الملايين فيما لا طائل منه ، أصلاً العملية واضحة ولكن الصندوق يريد تغليفها على مزاجه ومزاج الاتفاقيات التي تتم في وضح النهار لتوظيف الشباب ودعم توظيفهم ومن ثم تطفيشهم وإعادة الدائرة ذاتها ، الصندوق بدأ يفكر خارج الصندوق فخرجت الملايين هباء منثوراً لدعم توظيف شباب لا يستمرون في أعمالهم لتظفر الشركات بالدعم والشاب يتوكل على الله ، لينتقل الشاب مع القطاع الخاص من مرحلة التدريب المنتهي بالتوظيف ، إلى مرحلة التعقيد المنتهي بالتطفيش .إن هذا المشروع الذي يقدمه الصندوق لا أعلم لماذا على طبق من ذهب لمكاتب التوظيف الوهمية ليس إلا غطاء نظامي سيساهم في الإيقاع بأكبر عدد من العاطلين والعاطلات ضمن أحلام وردية وهمية ليس لها نهاية ، والدليل تصريح أحد الوهميين بأن هذا التوجه سيساهم في تحديد اختيارات المتقدمين للوظائف وتحديد شخصياتهم ومدى ملاءمتهم للوظائف المرشحة، وهل يمكن أن يستمتع بعمله والتدرج فيه على السلم الوظيفي مستقبلا، وذلك عبر برامج واختبارات للمتقدمين لتحديد مدى ملاءمتهم للوظيفية، وبالتالي تزيد احتمالية بقائهم بها عن 85% ، إضافة إلى المساهمة في مساعدة الشركات في البحث عن الكفاءات الوظيفية من خلال المميزات السلوكية والإدارية لدى المتقدمين والعمل على تنميتها وصقلها ليكون قادرا على الأداء الوظيفي للمنشآت. ( على باله الشركات تنتظر المشروع !! ) ويقول : إن التسرب الوظيفي مشكلة تعاني منها عملية السعودة وتوطين الوظائف ( توه يدري ) ، ويرجع السبب لعاملين أولهما عدم تأهيل المتقدمين وعشوائية الترشيح، والثاني تكون الشركة هي المسؤولة لممارستها نهجا تطفيشيا يجبر المتقدمين على الخروج، خاصة خلال الأشهر الأولى من العمل وهي فترة التدريب ( على بالك الصندوق ما يعرف !! ) . وأنا أقول : أين الوظائف المرشحة أصلاً . مشكلتنا مع السعودة أنها تمارس من خلال شعوذة القطاع الخاص بدعم الصندوق وبرامجه التي أضاعت الشباب قبل الملايين ، وتفكير الصندوق بغير المؤهلين هو مصداقية بأن المؤهلين أصلاً لم يجدوا وظائف ، أم أن العملية قص ولصق وحذف ثم إلى سلة المهملات . في الخبر : تتولى مكاتب التوظيف الأهلي توفير فرص وظيفية من منشآت القطاع الخاص، وتقديم الإرشاد المهني لطالب العمل مما يكسبه مهارات إجراءات التوظيف في المنشأة الموظفة والمتابعة اللاحقة لمن يتم توظيفه ، وأنا أقول مادامت كذا نسلم مكاتب العمل للمكاتب الوهمية ونزيد من راحة مكاتب العمل . يقول الخبر كذلك : يتولى صندوق الموارد البشرية دعم توظيف المؤهلين ماديا بصرف مبلغ 1500 ريال شهريا طوال عامين كمساعدة للمنشآت الخاصة وزيادة في رواتب العاملين السعوديين بالقطاع الخاص، إضافة إلى دعم توظيف غير المؤهلين بالتدريب على رأس العمل مع دفع مكافآت شهرية طوال فترة التدريب. وأنا أقول : وشهد شاهد من أهلها لنفترض أن الصندوق وظف عشرة آلاف سعودي أعطونا قائمة فقط بعدد من تم توظيفهم من خلال دعمكم وكم عدد المتبقي الآن في الشركات ؟!! وكفى رقصاً على جثث العاطلين والعاطلات . أحمد سعيد أبوحسان - جدة