أدى انخفاض المبيعات في السوق المحلية إلى تكبد معظم المستثمرين في قطاع مبيعات الذهب خسائر كبيرة ، جعلت البعض يتحول إلى استثمار آخر اكثر ربحية بعد انخفاض المبيعات بنسبة تصل إلى 50 في المائة مؤخرا وهو ما دعا ايضا إلى خروج البعض من السوق واغلاق محلاتهم. وتدخلت عوامل عدة منها ارتفاع اسعار الذهب إلى مستويات عليا تجاوزت 1200ريال ، وكذلك دخول الصين والمضاربات من صغار المستثمرين وتأثر الجميع بالأزمة الائتمانية وانخفاض القوة الشرائية للمستهلكين أدت إلى انخفاض الطلب وتأثر المستثمرين وخروج وتحول عدد كبير منهم إلى نشاط اخر. وأكد بائعون تأثرهم وتعرض محلاتهم بشكل مباشر وخسائر جراء انخفاض حركة البيع والشراء سلبا مع تزايد مستويات أسعار الذهب في السوق السعودية وهو الأمر الذي أثر على تجار الذهب في السوق لتصل لحد الخسارة والإغلاق نتيجة عدم جدوى الاستمرار في تجارة الذهب بنوعيه الأبيض والأصفر مع تزايد المؤشرات عدم انخفاض الذهب على المدى القصير واستمرار ارتفاع أسعاره في البورصة العالمية والسوق المحلية . وكشف طارق محمد فتيحي عضو لجنة الذهب والمجوهرات في غرفة جدة سابقا أن تأثير ارتفاع أسعار الذهب كان وضاحا خاصة مع امتداد تأثير الأزمة الائتمانية العالمية مسببة فجوة تتوسع باستمرار مع مرور الوقت ،ما بين ارتفاع أسعار الذهب وما بين امتداد الأزمة الائتمانية. مضيفا: أن حركة البيع والشراء مازالت ولكن على مستوى معين للقطع الناعمة والخفيفة ، في مقابل خفض المستهلكين مصاريفهم في استهلاكه وزنا وقيمة ،واستمر هذا الأمر على مدى الفترة الزمنية السابقة الأمر الذي ادى لانخفاض المبيعات بالشكل الذي بدأنا نراه واقعا في الأسواق . واعتبر فتيحي ان خروج بعض المستثمرين في قطاع التجزئة في الذهب ظاهرة صحية بسبب دخول مستثمرين كثر على المهنة وبدأوا الاستثمار في هذا القطاع دون دراية ومعرفة وخبرة ، وكان دخولهم للقطاع بسبب رغبتهم استثمار ما لديهم من اموال فقط دون سابق معرفة او خبرة ، واضاف: ان ما يحدث حاليا من خروج مستثمرين ومتاجرين يعتبر تصفية السوق من الدخلاء على المهنة بينما يظل التجار الأصليون في مهنة الذهب الذي يستطيعون التجاوب مع عملية الصعود والهبوط للذهب بسبب أن هذه التجارة قديمة وهي بهذا الوضع من عهود قديمة. وهنا اكد فتيحي أن التاجر الخبير يستطيع معرفة متى يشتري ويبيع ويتوقف ويعود بخبرته وبالتالي يستمر في تجارته ولا يتركها لمهنة أخرى نتيجة اي سبب كان ،وأشار فتيحي إلى ان اهل المهنة لن يتركوها لأي سبب ومهما حدث. وعدد أسباب هذه الارتفاعات المتوالية في سعر الذهب إلى ارتفاع الطلب والمضاربة ،مشيرا إلى ان ارتباط الذهب بالأزمات وتعد هذه القاعدة معروفة لدى الخبراء، إضافة إلى ان الذهب يعد ملجأ حيث لا يثق الجميع في العملات وبالتالي يتم شراء الذهب بسبب ضمانته وثبات قيمته مع الوقت من قبل الدول والأفراد ، منبها ان الذهب يبقى استثماره آمنا على مستوى الافراد . وأذا تم بيعه فهو ربح وحماية لمشتريه لذا نجد الذهب ملجأ الجميع الأمر الذي حتما يرفع سعره لمستويات عليا انتظارا للوقت المناسب. واوضح فتيحي ان المضاربة مثلها مثل غيرها لا يوجد لها حلول ،مضيفا ان المضاربة قصيرة المدى قد لا تحقق مكاسب إلا للمستثمرين الذي يصبرون على الذهب ويضاربون على المدى الطويل. تراجع الشراء من جانبه اشار محمد جميل عزوز عضو لجنة الذهب والمجوهرات إلى وجود تراجع عن شراء الذهب الذي ارتفع ارتفاعا كبيرا وجعل الاتجاه بالنسبة للمستهلكين شبه معدوم. وبين عزوز ان خروج المستثمرين من السوق ليس من قبل التجار الأصليين اصحاب الخبرة في مهنة الذهب وإنما من قبل الدخلاء حيث إن اهل الصنعة» كما يقال» ليس لديهم اي استعداد للتغيير وهم صامدون وصابرون وعندهم استطاعة للتكيف مع السوق رغم أن دخلهم يعد بسيطا نسبيا إذا ما قورن بالدخل في اوقات أخرى ، واضاف: صاحب المهنة يستطيع ان يتكيف، ويخلق مجالات أخرى بسبب استمرار اعتزاز السعوديين بالذهب وشرائه رغم مزاحمة الفضيات والأكسسوارات التقليدية ، ناصحا الجميع بالاستمرار في شراء الذهب لأن المعدن النفيس هو الباقي بقيمته مع مرور الزمن . واضاف عزوز : ان لجوء الصين البدء في شراء الذهب بكميات كبيرة والتشجيع على شرائه للمواطنين والاتجاه إلى اعتباره احتياطيا سيسهم حتما إلى رفع أسعار الذهب لمستويات أعلى تصل إلى 1500دولار، وتوقع ان تبدأ الصين خلال الثلاث سنوات القادمة عمل احتياطات كبيرة خاصة مع تغير الاتجاه التجاري وتوجههم للذهب شعبا ودولة. ولفت إلى ان صغار المستثمرين بدأوا في المضاربة على الذهب بكافة القيم حتى بمستويات 100دولار و200دولار حتى اشتدت المنافسة من قبل صغار المضاربين ، واختتم عزوز حديثه مؤكدا أن المضاربة قصيرة المدى ستسبب انخفاضا في ربحية المضارب ومن ثم خسارته إذ إن الاستثمار في الذهب يحتاج لوقت طويل وصبر. من جانبه أكد احمد محسن حداوي “بائع ذهب في محل تجزئة”، انهم منذ 6أشهر يكافحون من أجل الاستمرار والبقاء في السوق ، مع انخفاض مستوى حركة الشراء والبيع في هذا القطاع ، والتي انخفضت كما يقول إلى “النصف” ،مضيفا: إن الزبائن بدأوا في الاستغناء عن البيع لمصوغاتهم بسبب توقعهم أنه من المحتمل ان يرتفع السعر إلى مستويات تحقق لهم بعض الربح، وهو ما تسبب في تراجع عمليات الشراء والبيع. مشيرا إلى ان هذا التراجع سيؤثر علينا وعلى استثماراتنا على المدى القصير والطويل، مؤكدا انهم بالفعل بدأوا يرون استثمارات توقفت ومحلات اغلقت نتيجة الخسائر التي تكبدوها. مرحلة حرجة اما سامي المطري “بائع ذهب في محل تجزئة: فأكد ان محلات بيع تجزئة الذهب ستدخل في مرحلة مظلمة لو استمر الوضع كما هو عليه، حيث تراجعت حركة البيع والشراء وارتفعت الأسعار، واجل الكثير من المستهلكين عمليات البيع التي كانت تحدث بغرض التغيير او تحقيق عائد ومكاسب مادية من ارتفاع الاسعار. واضاف المطري: انهم بين لحظة واخرى بدأت الخسائر تهل على جميع استثمارات التجزئة في قطاع الذهب واتجهت بعض هذه الاستثمارات للتحول نتيجة تكبدها خسائر كبيرة أثرت عليها ، وهو الأمر الذي ادى لتحول بعض المستثمرين من قطاع بيع الذهب إلى بيع الملابس الجاهزة والإكسسوارات وغيرها نظرا للدورة البيعية التي تعد أقصر كثيرا من الذهب وسيؤثر ذلك على المدى البعيد لتجارة الذهب ونمو القطاع وتنافسيته. وتوقع مطري ارتفاع متزايد في أسعار الذهب ستؤثر حتما على القطاع وازدهاره مؤكدا اهمية الجهات المشرفة لمعالجة هذا الوضع . وكان متوسط أسعار الذهب فى المملكة بالريال السعودي والعملات الأجنبية قد استقر بعد تراجع إلى مستوى اقل مع ارتفاع الدولار خلال الشهرين الماضيين وتأثر المعدن النفيس بنقص السيولة وتراجع عمليات الشراء من جانب الصناديق بينما ساعد ضعف الطلب الفوري في تعزيز الاسعار .لتنخفض جزئيا ، وبدأت في الأسبوع الماضي ارتفاعا بسيطا بسبب الطلب العالمي.