بمبادرة من المجموعة الإفريقية للقناصل العامّين، احتفلت عقيلات القناصل العامّين الأفارقة بجدة يوم 8 مارس 2010م بالذكرى المئوية لليوم العالمي للمرأة ب ( دار الجزائر ) مقر إقامة القنصل الجزائري عميد القناصل الأفارقة في جدة، وهو بالفعل رمز لوطن كبير أفسح صدره لحفل كبير ورمزي، اشتركت فيه مواطنات دول الاتحاد الإفريقي، وحضرته زوجات قناصل كل الدول الخليجية والعربية والآسيوية، وحضور نسائي سعودي مميز ، د/ عزيزة طيب، د/ إيمان إسماعيل من جامعة الملك عبد العزيز، ومن وجوه العمل الخيري صاحبة السمو الأميرة لطيفة الثنيان رئيسة جمعية المعاقين ، د/ هالة الشاعر، نائبة رئيسة الجمعية النسائية الخيرية ، د/ جواهر ناظر/ جمعية الرعاية الصحية المنزلية، نسرين الإدريسي، مديرة الجمعية الخيرية النسائية، وكان الحفل على شرف حرم مدير عام فرع وزارة الخارجية السعودية بمكة المكرمة . الاتحاد الإفريقي ، القارة الإفريقية، جنوب إفريقيا ، شمالها ، شرقها، لا تمثل للكثيرين منّا غير الغموض، والسواد وحمرة الدماء المراقة لتحرير دول القارة التي كانت مستباحة لثرائها وشساعة مساحتها وغموضها وسحرها وتنوّع خيرات أرضها، أو نتيجة الحروب الأهلية التي لا تتوقف، وكأنها إعصار عنيف ينتقل من دولة لأخرى دون هوادة! . عندما تلقيت الدعوة الأنيقة من السيدة سامية عطية عقيلة القنصل العام الجزائري ، لحضور الاحتفال بالذكرى المئوية لليوم العالمي للمرأة، انتابتني نوبة من المشاعر المختلطة حرّضتني على انتظار الموعد بشوق ، ربما هو الفضول الإنساني، أو ربما لتغطية مساحة الفراغ المعرفي الشخصي حول هذه القارة التي لا أعرف عنها الكثير ، وبالتالي لم أكن على معرفة بالاتحاد الإفريقي الذي يضم دول القارة الإفريقية كأعضاء باستثناء المغرب، ربما لذلك كنت مستثارة بشكل خاص، حتى عندما ذهبت شعرت بمزيد من الإثارة، وقد استطاع الحضور النسائي الإفريقي في جدة تمثيل دولهن بشكل مبهر؛ من خلال الأزياء الإفريقية الجميلة، التي تلائم البيئة،بألوانها المختلفة ، وأربطة الرأس الجميلة، كنت أسبح مبهورة بهذه الأزياء الشعبية، عندما يتحوّل الجسد إلى قطعة من الوطن، وعندما يتكلم الجسد لغة أو لهجة أو ثقافة الوطن، لا بد أن تتحوّل الصورة إلى لوحة فنية تشكيلية كلاسيكية تؤدي نفس المعنى وتعبّر عن شعار المدرسة الفنية الكلاسيكية التي تشكلت في فرنسا لتعبّر عن شعار الثورة الفرنسية ( العدل – الحرية – المساواة ) هي هذه مطالب المرأة ، وهي هذه مطالب المؤسسات الحقوقية ، وهي حقوق طبيعية، ليست مسيّسة ولا مجرّمة! كما تؤاخذ عليها المرأة من قبل التيار المتشدد، كلما طالبت بحقوقها الطبيعية ( الحرية من الولي ومن أنظمة التمييز، والعدل في المعاملة ، والمساواة بمعنى تكافؤ الفرص بينها وبين شقيقها الرجل في الوصول إلى المناصب القيادية، والحقوق ) ربما هي هذه الصورة الفنية التشكيلية الكلاسيكية التي سيطرت على تفكيري وأنا أتابع عروض الأزياء الشعبية، والفلكلور الراقص ! التعددية الثقافية داخل رابطة القومية الواحدة، كانت القارة الإفريقية تتحرك بشموخ وجلال، في حديقة دار الجزائر، الملحقة بمنزل القنصل العام وعقيلته السيدة سامية عطية التي أبهرتنا هي الأخرى بزي المناسبات الرسمية الذي كانت ترتديه، وعندما ألقت كلمتها باللغات الثلاث التي تمثل لغات العمل في الاتحاد الإفريقي، وهي: العربية، الانجليزية، الفرنسية، ازددنا إعجابا بشخصيتها وثقافتها، لم تكن كلمة طويلة مملة ، بل كلمة معبّرة عن المناسبة الرمزية المحتفى بها وهي ذكرى مرور مائة عام على تخصيص يوم 8 مارس للاحتفاء بالانجازات التي حققتها المرأة على مستوى العالم، وقد أشارت في كلمتها إلى أن القارة الإفريقية أولت اهتماما كبيرا بهذه المناسبة، مبرزة الدور الهام الذي تلعبه المرأة الإفريقية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في قارة إفريقيا، كما أشادت بنساء إفريقيا اللاتي لعبن دورًا هامًا في تحرير القارة الإفريقية. ربما لا نعرف منهن غير المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، ربما لأننا رأينا الصورة عندما تحوّّلت فنًا سينمائيًا، بهرَنا وأمتَعنا وحرّك دواخلنا مشاعر التعاطف الإنساني للمرأة المناضلة جميلة بوحيرد، التي مثلت دورها الفنانة ماجدة لكننا لا نعرف شيئا عن المناضلات الأخريات باتساع القارة الافريقية، ربما كانت الإشادة بالمناضلات لتحرير القارة الإفريقية تصحيح لصورة المرأة الإفريقية في الذهنية العربية، التي أفسحت لنموذج وحيد في وعيها الجمعي! ( لست شاعرة قبانية - نسبة إلى شاعر المرأة نزار قباني- كي امدح وأشيد بالمرأة السعودية) هذه مقدمة كلمة السيدة سامية عطية عن المرأة السعودية، التي ساهمت في التنمية الاقتصادية، ووصفت المرأة السعودية بالجندي المجهول وراء الأنوار الساطعة ، وقدمت لها التهنئة من شقيقتها الإفريقية ومن نساء العالم! نجمة قطبية طلت عقب الليل عليا قمره قمريا تضحك لي بعيون وساع تلك الكلمات من فلكلور جزائري، بدأ به الحفل بعد النشيد الإفريقي، في تنظيم دقيق وتتابع مبهر تواصلت عروض الدول الافريقية، الكاميرون، ساحل العاج، أثيوبيا،جامبيا،غانا، النيجر، نيجيريا، ومعظم الدول تقريبا ، حتى امتدت بنا السهرة إلى بعد منتصف الليل، وكان مسك الختام ، العرض التونسي!. الجميل في هذا الحفل روح الجماعة والولاء والحب بين الدول المشاركة، وكأنهن دولة واحدة، تقدم فقرات مختلفة، نماذج ل 52 دولة هي مجموع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي! تحية لعقيلة القنصل العام الجزائري على تنظيمها ورعايتها لهذا الحفل، ولعقيلات القناصل العامين الأفارقة على العروض الجميلة والمبهرة، والشكر للسيدة سامية عطية على دعوتها الكريمة واحتفائها بالمرأة السعودية والإشادة بدورها التنموي! .