أحد المقالات التي لفتت انتباهي بعنوان «الفيل الهندي قادم» والتي تشير إلى الإستراتيجية التعليمية التي تنتهجها الهند ومدى تأثيرها على الاقتصاد العالمي وجعلتها تحلق في سماء التكنولوجيا وتتبوأ مكانة مرموقة كمركز إشعاع علمي وتعليمي على مر العصور ، من خلال مؤسساتها التعليمية التي تكتسب شهرة عالمية حيناً بعد حين وتجذب آلاف الطلاب من جميع أنحاء العالم فالهند ثاني أكبر تعداد في العالم بعد الصين تشهد تطوراً في كافة مجالاتها التنموية يدعو للإعجاب والتأمل معاً. اطلعت على أحد التقارير العلمية الصادرة عن الهند والذي تطرق إلى معهد الهند للتكنولوجيا Indian Institute of Technology والذي أسس عقب نيل الهند استقلالها في خمسينيات القرن العشرين في خطوة طموحة من رئيس وزرائها آنذاك جواهار لال نهرو لوضع بلاده على خارطة التكنولوجيا العالمية واستغلال الطاقات المادية والبشرية الهائلة والتي تخرج منها أجيال موهوبون تعتمد عليهم كبريات الشركات العالمية في صناعة البرمجيات مثل ميكروسوفت وأي بي إم وإنتل وأوراكل وغيرها ، كما تقلد كوكبة من خريجي هذا المعهد مناصب عليا في شركات عالمية أخرى. أحد أهداف هذا المعهد هو إمداد العالم بالقوة الفكرية “Brain Power” لتكون أغلى معادن الهند العلمية التي يتم تصديرها للخارج ، يتم تأهيل الطالب في هذا المعهد عند سن السادسة عشرة من خلال برامج مكثفه تبدأ يومياً من الساعة 4:30 صباحاً إلى 8:00 صباحاً يتوجه بعدها إلى مدرسته الثانوية لإكمال يومه الدراسي الذي ينتهي عند الساعة الرابعة عصراً ، والغريب في الأمر أن الطالب يعلم في سن العاشرة إن كان بإمكانه الانخراط في هذا المعهد وقبوله فيه أم لا بعد أن يتم تقييم أدائه في مدرسته وإجراء بعض الاختبارات الفكرية. همسة : عندما سمعت أحد التصريحات التي أدلى بها أحد مسؤولي التعليم في هذا المعهد قائلاً « لا نسمح بالفساد ولا المحسوبية ولا الوساطة للالتحاق به ونحن من خلاله نعيد الأمل في نفوس طلابنا حتى وإن فقدوها تجاه بلدهم » قلت في نفسي «يسلم فمك» [email protected]