(1) - فلوسك أخليها مضاعفة.... بس تسمع الكلام وتنفذه بالحرف....! - كيف ...؟! - أي شي أقول عليه تنفذه وأنت مغمض ..!! - وكيف تسوي.. - مالك شغل اسمع الكلام وبس ...! لكي يضاعف له الفلوس عدة مرات طلب مبلغًا مناسبًا... كبيرًا... لم يستطع توفيره.. اجتهد في اقتراضه.. حُدد له غرفة مظلمة.. أخذ منه الشنطة السوداء الكبيرة بأوراقها المكتنزة.. - بكره أجيك هنا .. - كيف..؟! (2) - ما قلت لك تسمع الكلام وألا ماتبغى الربح السريع ..؟! - حاضر... حاضر..! - غاب عنه ساعات وعاد إليه - اسمع .. أنت تقعد في غرفة مظلمة لا تولع نورًا فيها.. وقصاصات الورق التي ستكون في أرضية الغرفة ستتحول إلى مبلغ مالي كبير بس بشرط تجلس 72 ساعة في الظلام – فاهم .. لا تولع نور.. بكيفك.. - تركه في أروقة الحلم السرمدي في الثراء في الغرفة المظلمة.. والأوراق تفترش الأرض تحت قدميه قصاصات صغيرة.. ضاق بالمكان.. خنقه الحَّر.. تصبب عرقه أنهارًا من كافة منابع جسمه.. أحس بالاختناق.. مرت الثواني كقرون طويلة.. لا يدري كم الوقت هو محكوم بزمن 72 ساعة وبظلام مطبق لا يستطيع أن يولع فيه نورًا.. (3) .. تحسّس علبة الكبريت في جيبه الأيمن هطل في أعماقه شلال راحة.. أشعل عود ثقاب الكبريت لكي يعرف الوقت وجده مقاربًا.. .. بعد فترة أشعل عود ثقاب آخر.. الوقت تجاوز.. أشعل عدة أعواد ثقاب لكي يتصل «بمُضاعف الفلوس» من خلال جواله.. رد عليه «مُضاعف الفلوس» من بعيد من بلده النائي في الأدغال .. - قصاصات الأوراق ما صارت فلوس..!! - ايش سويت.. لازم ولعت نور - ولعّت بالكبريت لكي أعرف الوقت - خلاص .. ما في فلوس ... ما قلت لك لا تولع نور.. غاص في أحشاء قصاصات الورق المتناثرة.. ودوامة من الألم والقهر تعصف به يمينًا وشمالاً.. وغاب في غيبوبة ..!!