ندخل جميعًا رجالاً ونساءً شيبًا وشبابًا عوائل وأفرادًا إلى الأسواق التجارية ومعارض العقارات والمجوهرات والسيارات... الخ بهدوء وسعة نفس وتطلّع لما يريح الأجساد من ملبس ومأكل ومسكن ومركب.. وتمر هذه المعارض السنوية باحتفاء ودون أدنى ضجيج إلا من خلال رضا الناس أو سخطهم على المنتج المطروح في المعرض. وعندما يأتي دور الثقافة والكتاب تتعالى الصرخات بالويل والثبور على الفساد الأخلاقي الذي يغوص في وحله المنظمون والزوار؛ بل ويذهب المشوشون حدًّا يصوّرون فيه للمسؤولين والناس أنّنا إزاء كارثة أخلاقية سواء من خلال ما تطرحه دور النشر أو من جهة التهتك الأخلاقي الذي يحدث في المعرض!!! سألت نفسي لماذا يحاول البعض التعطيل والتشويش على أيّ مشروع يخاطب العقل والروح؟! لماذا تتحوّل الثقافة والكتاب إلى بعبع أسطوري نجلد به كل محاولة خيّرة تعطي الفرصة لغذاء العقل وتمنح النفس لذة المعرفة؟!! لماذا يصرّ البعض أن نقرأ الكتاب من وراء حجاب؟!!! هؤلاء المشوشوّن لا يمكن أن يكونوا أهل دين أو دعاة فكر أو بناة حضارة، الذي يكذب على المسؤول لهوى في نفسه ولمكايدات ضيقة لا يمكن أن يبرح مكانه نحو الأفق الواسع الذي يصفق نسيمه العقول والقلوب فيحولها إلى كائنات خلاقة. تذكّرت هذا وأنا أطّلع على بعض الأخبار الكاذبة التي تتسرّب في المواقع الإلكترونية وتشكّل عبر ثقافة الاستماع والقراءة عن بعد رأي كثير من الناس في أن ما يحدث في معرض الرياض الدولي للكتاب كارثة أخلاقية يجب أن نتصدى لها... رغم التطمينات التي يزفّها معالي الوزير النشط الدكتور عبدالعزيز خوجة، ومع الجهد التنظيمي الذي يبذل في السنتين الأخيرتين؛ إلا أن سخط الساخطين وغضب المشوشين لم ولن ينتهي أبدًا!! فالوزارة حدّدت وقتًا للنساء لزيارة المعرض، وآخر للرجال والعوائل؛ إلا أن هؤلاء يصح فيه المثل (لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب!!) وعليه فإني اقترح على وزارة الثقافة والإعلام إرضاءً لم لن يرضى..!! أن تشترط في السنة القادمة على دور النشر المشاركة أن تجلب معها طاقمين من الباعة النساء والرجال بحيث يبعن النساء على المتسوقات صباحًا!! ثم يخرجن جميعًا من المعرض ليستقبل الرجال بني جنسهم مساءً!! وتكلّف المؤلفين ممن يريدون توقيع إصداراتهم وتدشينها بإرسال زوجاتهم للقسم النسائي في المعرض للتوقيع نيابة عنهم بصفتهن ملهمات أزواجهن وشركائه في التأليف والثقافة... وسلمتم!!!