اللغة العربية أو لغة (الضاد) التي شرفها الله تعالى في كتابه العزيز ونسبها إلى العرب في مقام التكريم والامتنان. قال تعالى (كتاب فصلت آياته قرآنا عربياً) وقال عز وجل (إنا أنزلناه قرآنا عربيا). لقد تميزت اللغة العربية عن غيرها من اللغات بحرف (الضاد) حيث ثبت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قوله (أنا أفصح من نطق بالضاد) وهذا أقوى دليل وخير شاهد على تسمية اللغة العربية ب(لغة الضاد) وذلك لتميز حرف الضاد على جميع الحروف العربية كونه أصعبها مخرجاً على اللسان وقد اتخذه علماء النحو مقياسا للنطق الصحيح في نهج البلاغة والبيان. * أقول: لقد لفت انتباهي وشد اهتمامي خبر نشرته صحيفة (الاقتصادية) يوم الجمعة 28/2/1431ه ويقول الخبر في مضمونه ان جهاز الأمن الجوي في احد المطارات الامريكية احتجز طالباً في زنزانة وتم استجوابه بشكل عدائي وذلك بسبب حيازته أوراقًا لتعلم اللغة العربية! تخيلوا كيف اصبحت اللغة العربية جريمة يعاقب عليها القانون الامريكي رغم انها تتمتع بحصانة دولية كونها معتمدة رسمياً في المنظمات التابعة لهيئة الامم المتحدة؟! الحقيقة اننا مع استنكارنا لما حدث في امريكا الا ان الواجب يفرض علينا ان نستنكر اولاً ما تتعرض له لغة الضاد من اضطهاد على ايدي ابنائها في الوطن العربي الذين اهملوا قواعدها وتجاهلوا وجودها ضمن مناهج التعليم في المدارس والكليات ناهيك عما يحدث ايضا من قبل الشركات والمؤسسات التجارية التي تنقش اسماءها وعناوينها على لافتاتها ومطبوعاتها بلغات أجنبية وتتجاهل اللغة العربية، وهذا منتهى الجحود والعقوق من أبناء الأمة العربية الذين يتباهون ويتشدقون بلغات أعجمية وقد نسوا وتناسوا لغتهم الأم.. وصدق الشاعر الذي قال على لسان اللغة العربية: وسعت كتاب الله لفظاً وغاية وما ضقت عن آي به وعظات فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني وكم عز أقوام بعز لغات أيطربكم من جانب الغرب ناعبٌ ينادي بوأدي في ربيع حياتي سقى الله في بطن الجزيرة أعظماً يعز عليها أن تلين قناتي إشارة: بالإضافة إلى ما تتعرض له لغة الضاد من الجحود والاضطهاد فإن التاريخ الهجري يتعرض أيضاً للإهمال والتجاهل من قبل البنوك والشركات والمؤسسات التي تحرص على استخدام التاريخ الميلادي في معاملاتها ومراسلاتها، والأدلة والشواهد موجودة.